الأحد، 16 مايو 2021

Tuberculosis in History


Tuberculosis in History

Avicenna and Rhazes as an examples
Submitted by
Abdul Nasser Kaadan, MD, PhD*
** Muhammad Alkhatib, MD
السل عبر التاريخ
الرازي وابن سينا أنموذجاً
إعداد
الدكتور عبد الناصركعدان*
الدكتور محمد عبد الله الخطيب**
المحتويات
المحتويات
الصفحة
مقدمة
1
فكرة عامة عن مرض السل
2
اكتشافات علاجية حديثة لمنع التأثير المدمر لمرض السل على الرئة
11
تقدم في علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة.
13
فيروس الأيدز والسل
17
تاريخ مرض السل
21
السل عند القدماء المصريين
32
السل في حضارة مابين النهرين
32
السل في العصر الحديث
34
روبرت كوخ
35
ابن سينا
38
أبو بكر الرازي
40
الجوانب التي ذكرها ابن سينا وأبي بكري الرازي عن السل
47
الخاتمة
58
المراجع
59

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
تعتبر الأمراض المعدية من أهم الأمراض التي تشغل حيـِّزاً كبيراً من اهتمام العلماء والأطباء لسرعة انتشارها من المصاب إلى غير المصاب، فإذا كان المرض من الأمراض المدنفة التي تضعف المريض وتنال منه فإن انتشارها في المجتمع يحمل خطورة كبيرة تتجاوز الخطر الذي يكون على مستوى الفرد ليصبح الخطر مهدِّداً للمجتمع بأكمله وقد ينتهي الأمر بعجز اجتماعي يعيق مسيرة تطوره.
ولعل السل من أهم تلك الأمراض التي شغلت بال العلماء على مر العصور.
إن السل بما يفعله في جسد المصاب من تخريب للأنسجة وإضعاف لقوى المريض واستهلاك لها يجعل من المصاب في حال سيطرته عليه وتمكـُّنه منه شخصاً عاطلاً مسلوب القوى عالة على المجتمع.
وفي حال انتشار المرض ينتقل العجز من المستوى الفردي إلى مستوى المجتمع بأكمله.
لذلك كان التركيز ومنذ القدم على دراسة هذا المرض واستخدام كافة الوسائل الممكنة لدحره لأن الوقاية منه لا تعني تجنب الوقوع في المرض فحسب بل تعني أيضاً وقاية المجتمع بأكمله من خطورة الوقوع في قبضة عجز قد تشله وتنتهي به إلى الهلاك.
لقد تم اكتشاف الكثير من الجوانب الغامضة التي تحيط بمرض السل من حيث آلية حدوثه والوسائل المتبعة لتشخيصه وأساليب علاجه وصولاً إلى الوسائل التي تقي المريض من القوع في هذا المرض ولعل من أهمها هو لقاح السل الذي أسهم إلى درجة كبيرة في الحد سير هذا المرض الخطير.
ونحن في هذا البحث المتواضع الذي وفقنا الله عز وجل إليه نسلط الضوء على ما تم إنجازه بصدد هذا المرض عبر التاريخ ابتداءً بالحقبة التاريخية القديمة التي اصطبغ فيها الطب بالصبغة البدائية إلى العصر الحديث وما حققه من قفزات علمية في المجالات كافة.
ونحن إذ ذاك نؤكد على أن هذا المرض بما يحمله من قدرة على إضعاف المريض واستهلاك قواه من الأمراض التي يجدر بنا متابعته وتسليط الضوء عليه ومن ثم الارتقاء بمستوى الوعي إلى المستوى الذي يجعل من المجتمع قادراً على تجنب الوقوع في مثل هذه الأمراض.
فكرة عامة عن مرض السل:
الدرن أو السل:
هو مرض معدي جرثومي تسببه عصية الدرن أو عصية كوخ يؤدي لتلف في أنسجة الرئة أو أعضاء أخرى من الجسم.
العدوى:
تنتقل جرثومة بكتريا الدرن Mycobacteriumtuberculosis العضوية الشكل بالهواء أو من شخص لآخر عند الأشخاص الذين يعانون من السل الرئوي النشط فإنه عند السعال العطاس الكلام أو البصاق فهم يقومون بإطلاق القطرات المعدية ذات القطر 0،5 حتي 5 ميكرون.
يمكن بعطسه واحدة إطلاق ما يصل إلى 40000 قطرة. ويمكن لكل واحدة من هذه القطرات نقل المرض لأن الجرعة المعدية لمرض السل منخفضة جداً واستنشاق أقل من 10 جراثيم قد تسبب العدوى.
الناس الذين في اتصال لفترات طويلة، متكررة، مع مصابين بالمرض معرضين لمخاطر عالية خاصة للإصابة بالعدوى يقدر معدل الإصابة 22 ٪. وبإمكان شخص واحد مصاب بالسل نقل العدوى إلى 10 – 15 شخص سنوياً.
والناس الذين يتعاطون المخدرات بالحقن باستخدام إبر غير صحية والمقيمين والعاملين في أماكن تجمع عالية المخاطر وطبيا المناطق الفقيرة والمنخفضة الدخل من السكان والأطفال يتعرض للبالغين في فئات المعرضة للخطر بسبب ظروف مرضى نقص المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية ( الإيدز) والأشخاص الذين يتناولون عقاقير لكبت المناعة والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع هؤلاء الاشخاص عاليين الخطورة.
احتمال انتقال الفيروس من شخص لآخر يعتمد على عدد من القطرات المعدية من قبل الناقل وفعالية التهوية ومدة التعرض والفوعة من سلالة السلية.
فسلسلة الانتقال يمكن كسرها من خلال عزل المرضى الذين يعانون من مرض نشط وفعال. ويمكن أيضاً أن ينتقل مرض السل عن طريق تناول اللحوم المصابة بالسل. المتفطرة البقرية يتسبب السل في الماشية. وهناك طريقة أخرى للعدوى عن طريق شرب الحليب الغير مبستر الذي يحوي عصيات M.bovis التي تسبب السل بالجهاز الهضمي.
Mycobacterium tuberculosis scanning electron micrograph.Mag 15549X. CDC.
الأعراض:
تظهر الأعراض المرضية في مرحلة من المراحل على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بالسل.
عامة يصيب الدرن الرئة ويمكنه أن يصيب الكلى والعظام والعقد اللمفاوية والمخ.
وأعراض السل :
1.
السعال الذي يتصاحب مع الدم
2.
آلام في الصدر
3.
قصر التنفس
4.
فقدان الوزن
5.
الحمى
6.
الرعشة
7.
الوهن العام
وأكثر الأشخاص عرضة للمرض الأطفال ومرضي الإيدز، لضعف جهازهم المناعي.
عندما تضعف مناعة الجسم تتفعل العصيات السلية وتنتشر في كافة أنحاء الجسم الأعراض ارتفاع الحرارة والتعرق الليلي والتعب العام ونقص الوزن ونقص الشهية للطعام وضيق النفس والألم الصدري والبصاق الدموي.
مناطق الإصابة الدرنية:
أكثر ما تصاب الرئتان وتسمى الحالة السل الرئوي وقد تحدث الإصابة في مناطق أخرى من الجسم وتسمى الإصابة السل خارج الرئوي والذي قد يصيب الأجزاء التالية من الجسم:
غشاء الجنب.
غشاء التأمور .
العقد اللمفاوية.
العظم.
السحايا.
الجلد.
الجهاز البولي التناسلي، وقد يكون أحد أسباب العقم إذا سبب التهابات في قنوات فالوب.
أقسام الجهاز الهضمي والغشاء البريتواني.
كان الدرن يسمى السل (الاستهلاك)لانه يبدو أنه يستهلك الناس من الداخل، ويسمى السعال الدامي أو الحمى أو الشحوب أو هزال طويل لا هوادة فيه.
الأسماء الأخرى المدرجهphthisis (اليونانيه للاستهلاك) ؛ سل الغدد الليمفاويه (في البالغين)، التي تؤثر على الجهاز اللمفاوي غدد العنق، درن البطن، درن الجلد ؛ الهزال والمرض الطاعون الأبيض، لأنه يبدو أن المصابين بالدرن يعانون بشكل ملحوظ من الشحوب.
وباء الدرن:
ارتفاع الاصابة بفيروس نقص المناعهالبشريه والدرن واهمال مراقبة البرامج مكنت من عودة السل وظهور سلالات مقاومه للادويه ساهم أيضا في هذا الوباء الجديد.
تتوقع منظمة الصحة العالمية أن خلال العشرين سنة القادمة من بداية هذا القرن سيصبح عدد المصابين بالدرن بليون شخص أي حوالي سدس سكان العالم حاليا. وخلال هذه السنوات سيموت بالمرض 35 مليون شخص.اعلنت منظمة الصحة العالمية السل حالة طوارئ صحيه عالمية في 1993 ووضعت خطة عالمية لوقف انتشار السل تهدف إلى أنقاذ 14 مليون نسمة بين 2006 و 2015.
التشخيص :
تستعمل اختبارات تشخيصية لتحديد ماإذا كنت قد أصبت بعدوى ميكروب التدرن أم لا، وهناك إختبارات أخرى تستعمل لمعرفة ما إذا كنت مصابآ بعدوى نشطة أم لا ، وعادة تجرى اختبارات جلدية ، وأشعات على الصدر ، وفحص لعينات من البلغم ( لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على بكتيريا السل أم لا ) .
اختبارات الدرن الجلدية :
ويمكنها تحديد ما إذا كنت قد سبق لك أن أصبت بعدوى بكتيريا الدرن أم لا، لكنها لا تستطيع أن تحدد ما إذا كنت مصابآ بعدوى نشطة الآن أم لا .
وفي الاختبار الجلدي يتم انتزاع كمية ضئيلة من البروتين من البكتريا الميتو وحقنها تحت جلد ساعد الشخص المراد اختباره ، وتكن نتيجة الإختبار موجبة إذا تكونت جبة صغيرة في موقع الحقن على مدى اليومين إلى الثلاثة التالية .
إن الذين تظهر لديهم نتيجة الإختبار إيجابية لايعانونحاليآ من عدوى نشطه ولا ينقلون عدوى للآخرين . فإذا ظهرت لديك نتيجة الاختبار الجلدي موجبة ، فإن طبيبك قد يقترح عليك تناول المضاد الحيوي « ايزونيازيد » للتقليل من فرصة إصابتك بالطور النشط من المرض .
وهذا صحيح بصفة خاصة إذا كنت تحت سن الخامسة والثلاثين أو كنت مريضآ بالسكر أو مصابآ بحالة أخرة تضعف جهاز المناعة لديك ، أو كنت قد أجريت في الماضي إختبارآجلديآ ظهرت نتيجته سالبة ثم أجريته مؤخرآ فظهرت نتيجته موجبه .
-
أشعة إكس على الصدر :
ويمكنها أن تكشف عن الندبات بالرئة والعقد اليمفاوية بالصدر مما يشير إلى أنك قد أصبت بالسل في الماضي وفي بعض الأحيان يصعب تمييز الندبات من السرطان فيحتاج الأمر لمزيد من الاختبارات كذلك قد تبين اشعة الصدر وجود علامات العدوى النشطة بالتدرن.
-
عينات البلغم :
يمكن فحصها لبيان وجود بكتيريا التدرن من عدمه فإذا ظهرت البكتيريا في البلغم كنت مصابآ بعدوى نشطة ويمكنك نقل هذه العدوى للآخرين إذا سعلت .
وعادة ما تجرى مزرعة للبصاق لمعرفة ما إذا كاتن بكتيريا السل تنمو أم لا .
-
منظار الشعب :
إذا لم تقدم تلك الإختبارات الشائعة إجابات شافية فقد يجري لك طبيبك فحصآ بمنظار الشعبلإستئصال عينة دقيقة من نسيج الرئة لتحليلها.
اختبار السلين الجلديMantoux
تشخيص المرض مخبرياً بطريقتين منفصلتين :
الاختيار الأول : اختبار السلين الجلدي Mantoux Tuberculin skin testing بالجلد للتعرف علي الإصابة بالسل لو كانت النتيجة إيجابية. لكن هذا الاختيار الذي يتم بحقن مادة بروتينية مستخلصة من بكتريا السل، لا يعطي نتيجة مؤكدة 100%. وتظهر نتيجة الاختيار خلال 48 – 72 ساعة من حقن الجلد.
الاختيار الثاني : يتم من خلال تحليل البلغم للتعرف على الجرثومه (عصيات كوخ)، مع تصوير الرئتين بأشعة X الصدرية (صورة صدر بسيطة).
وحالياً تتبع تقنية حديثة وسريعة لتشخيص هذا المرض يطلق عليها تفاعل البوليميراز المتسلسل:polymerase chain reaction أو اختصاراً PCR والتي يمكن من خلالها أخذ جزء دقيق من المادة الوراثية للبكتريا من عينة بلغم قليلة.
الوقاية:
هناك عدة إجراءات وقائية للحد من انتشار المرض من بينها تهوية الأماكن العامة والمزدحمة وضوء الأشعة البنفسجية المستمد من أشعة الشمس وإعطاء لقاح السل.
هناك كثير من البلدان تستخدم اللقاح ضد الدرن كجزء من برامج مراقبة داء السل، وخاصة بالنسبة للاطفال. وكان أول لقاح الدرن في معهد باستور في فرنسا بين 1905 و1921 ولكن التطعيم ضد الدرن الجماهيري لم تبدأ الا بعد الحرب العالمية الثانية.
الوقايه فعالة أكثر من 80 ٪ ضد التدرن في الأطفال لمنع الاشكال الخطيرة السل (مثل التهاب السحايا).
الانتشار:
كان العلماء قد إستطاعوا فك الشفرة الوراثية لبكتريا الدرن عام 1998 مما سيمكنهم من التوصل لعلاج له والوصول إلي طرق جديدة للوقاية منه.ورغم أن السل بدأ ينحسر عالميا منذ عام 1980ويتوقع الخبراء عدم ظهوره في الدول الصناعية في عام 2010رغم أن التقديرات الصحية تشير إلي أن المرض أخذ يزداد في عدد حالاته ما بين عامي 1985و1991.
وتدل الإحصائيات زيادنها 20%في الولايات المتحدة الأمريكية. وخلال هذه الفترة وحتي عام 2000تعرض أكثر من ثلث سكان العالم ببكتريا السل. ومما ساعد في انتشار المرض زيادة معدلات الإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) ولاسيما في أفريقيا وآسياحيث زيادة انتشار هذا المرض.
العلاج:
توصل الباحثون إلي علاجات منذ 40 سنة حققت نجاحا كبيرا في علاج المرض لكن 77% من المصابين بالمرض لايمكنهم الحصول أوشراء العلاج. والمرضى المصابون بالإيدز أكثر عرضة للإ صابة والموت من الدرن نتيجة للعوز في جهازهم المناعي. ففي بعض المناطق في أفريقيا نجد أن 75% من مرضى الدرن مصابون بالإيدز.
أصبحت أدوية علاج الدرن حجر الزاوية في علاج المرض ولاسيما المضادات الحيوية.لكن علاجا واحدا قد يولد مناعة لدي جرثومته ضده. لهذا يعطي توليفة من العلاج تعطي لمدة لاتقل عن 6 شهور ولمدة قد تصل لسنة.وهذه التوليفة تضم مضادات الحيوية isoniazid, rifampicin, streptomycin, pyrazinamide, and ethambutol
من الأسباب الرئيسية لعدم العلاج الكامل من الدرن عدم انتظام مرضاه بتناول العلاج بانتظام علي المدي الطويل ولاسيما بعد شعورهم بالتحسن الشفائي الجزئي. مما يجعلهم نشطين في نشر العدوي بين الأشخاص.وتصبح شلالات البكتريا الممرضة أكثر مقاومة لأدوية السل.ولو عاد المرضي الذين إنقطعوا عن العلاج قبل تسعة شهور فسيحتاجون لمدد علاجية أطول وتكلفة أكثر. وظهور سلالات جديدة من بكتريا الدرن مقاومة لأدويته أصبح مشكلة خطيرة ولا سيما لايوجد أدوية حاليا للعلاج من هذه السلالات الجديدة.
وهذا ماجعل منظمة الصحة العالمية تناشد الدول ولاسيما في أفريقيا وآسيا باتباع برنامج Observed treatment, short-course (DOTS) الذي يجعل المشرفيين الصحيين بمتابعة المرضي وتناولهم الدواء بانتظام أثناء الفترة المحددة للعلاج.
وهذا البرنامج العلاجي قد اثبت جدواه في عدة بلدان آسيوية. ومما جعل السل ينتشر الهجرة والسفرالسريع بالطائرات والسياحة, وصعوبة التعرف علي المرضي به، مما جعله يعبر الحدود الدولية بسهولة. كما أن التشرد والفقر والزحام وسوء التغذية لهم تأثيرهم المتنامي في نشر المرض الذي أصبح قنبلة موقوتة في مصر.
Colonies of Mycobacterium tuberculosis on Lowenstein-Jensen medium.CDC.
عالم خال من السل:
السل من الأمراض المعدية التي ينقلها الهواء ويمكن توقيه وعلاجه. ويمكن للأشخاص الذي يحملون عصيات السل في رئاتهم نقل العدوى إلى الآخرين عن طريق السعال.
وقد شهد عام 2005 وقوع 8.8 مليون إصابة من إصابات السل أدّت 6.1 مليون إصابة منها إلى الوفاة.
ويمكن إذا ما تم الكشف عن السل في مراحله المبكّرة وعلاجه على النحو الصحيح الحيلولة دون انتشار المرض وضمان شفاء المصابين منه.
ومن المشكلات الكبرى التي يطرحها هذا المرض: حالات السل المقاوم للأدوية المتعدّدة والسل الشديد المقاومة للأدوية وحالات ترافق السل بفيروس الأيدز وضعف النُظم الصحية.
وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى الحد بشكل كبير من عبء السل وتخفيض وفياته ومعدلات انتشاره بنسبة النصف بحلول عام 2015 وذلك بفضل انتهاج استراتيجية دحر السل التي وضعتها ودعم الخطة العالمية لدحر السل.
السل كان مرضآ لا شفاء منه ذات يوم ، لكن في الخمسينيات ظهرت مضادات حيوية فعّالة وانخفضت أعداد حالات السل بنسبة 75% وتنبأ مسئولو الصحة العامة بأن السل سوف يستأصل بحلول عام 2010 غير أنه في انقلاب غير متوقع لإتجاه سير الأحداثإرتفع من جديد معدل الإصابة بالمرض في عام 1985 وكان سبب هذا يعود بدرجة كبيرة إلى إنتشار السل في أوساط مرضى « نقص المناعة البشرية » ( الايدز ) فالمصابون بالإيدز حساسون بدرجة خاصة تجاه السل ويمكنهم نقله بسهولة للآخرين حتى من يتمتعون بجهاز مناعة سليم.
وكان لزيادة جهود الصحة العامة أثر في خفض عدد حالات السل من جديد غير أنه في البلدان النامية لا يزال يشكل مشكلة ضخمة تسوء حالآبإنتشار وباء الإيدز و السل واحد من أهم أسباب الوفيات على مستوى العالم.السل مرض شديد العدوى وهو ينتقل أساسآ عندما يطرد مريض في طور نشاط المرض البكتيريا من رئتيه عن طريق السعال فيستنشق الآخرون الرذاذ الصادر من رئتيه محملآ بالعدوى حيث تستقر البكيتريا في رئة من يستنشق هذا الرذاذ وتبدأفي التكاثر.ورغم أنه من السهل نسبيآ التقاط البكتيريا المسببة للسل إلا أنه لدى أغلب الناس تكون العدوى الرئوية قصيرة العمر لأن جهاز المناعة يستطيع إحتوائها ولكن لدى بعض الناس يحدث التهاب رئوي خطير يسمى « السل الابتدائي المطرد » الذي يقع بعد مدة قصيرة من العدوى المبدئية وقد تنتشر هذه العدوى إلغدد الليمفاوية إلى تيار الدم وإلى جميع أنحاء الجسم.
وفي جميع المصابين بالسل ترقد بعض البكيتريا ساكنة في الرئتين لعدة سنوات فالجهاز المناعي قد إحتوائها لكنه لم يقض عليها وفي حوالي 5 – 10% من الناس تنشط البكيتريا من جديد مسببة الإلتهاب الرئوي وفي بعض الأحيان تنتشر إلى مكان آخر من الجسم .ويسمى هذا « السل الثانوي » أو السل النشط من جديد ، و الدرن الثانوي أكثر شيوعآ من الدرن الابتدائي ويحدث عادة لدى من ضعف جهاز مناعتهم مثل من عانوا من مرض مزمن أو الشيخوخة.
وعلاوة على المصابين بفيروس الايدز هناك آخرون حساسون للتدرن منهم أولئك الذين يعيشون في زحام مثل الملاجيءوبيوت الطلبةوالسجون ودور التمريض والعاملون في الرعاية الصحية الذي يحتكون إحتكاكآمطولآ عن قرب بالمصابين بالدرن .كذلك يتعرض للخطر أولئك الذين يعانون من سوء تغذية مزمن ومنهم المشردون مدمنو الكحوليات ومن تعرض جهازهم المناعي للكبح لأسباب أخرى مثل أولئك الذين يتناولون الكوتيزون وبعض المسنين ويشكل المسنون نسبة 25% من أولئك المصابين بالتدرن حاليآ .
اكتشافات علاجية حديثة لمنع التأثير المدمر لمرض السل على الرئة:
تمكن علماء بريطانيون من تحديد الإنزيم الرئيسي المسؤول عن تدمير أنسجة الرئة عند مرضى السل (الدرن)، الكشف الذي يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة لهذا المرض المعدي.
في دراسة نشرت مؤخراً في جريدة التحقيقات الإكلينيكية تحدث الباحثون عن علاج يبدو آمناً للبشر يعرف بـ RO323555. ويعمل هذا العقار على كبح النشاط الإنزيمي الناتج عن إصابة الخلايا البشرية بالسل.
كما أشار الباحثون لعقاقير أخرى مضادة لإنزيم MMP والتي يمكن أن تمنع عطب الرئة عند مرضى الدرن بل وتساعد على الحد من انتشار المرض.
ومرض السل هو وباء عالمي يتسبب في قتل ما يقرب من 1.7 مليون شخص كل عام وينتج عن إصابة الرئة ببكتيريا العصية الفطرية. وتدمر البكتريا أنسجة الرئة عند المريض مما يجعل المريض يسعل البكتيريا خارج جسمه لتنتشر في الهواء وتتسبب في عدوى الآخرين. وقد لاحظ الباحثون زيادة معدلات الإصابة بالمرض لتصل لأكثر من تسعة ملايين شخص كل عام وهي المعدلات الأعلى في تاريخ البشرية. ويحتاج مرضي الدرن للخضوع للمضادات الحيوية لشهور إلا أن هناك زيادة في حالات مقاومة العقار.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن هذه العدوى ربما تؤثر فيما يقرب من 2 مليون شخص بحلول عام 2015.لقد استمرت العلاجات التقليدية للدرن دون تغيير لما يقرب من 35 عام ولا يوجد علاج حالي يمكن أن يمنع تدمير الرئة الذي يحدثه الدرن.
صرح باول إلكينجتون بقسم الأمراض المعدية والمناعة بجامعة لندن الذي قاد الدراسة.
وتقترح النتائج أن العقاقير المتاحة الآن ربما تساعد علي تقليل حالات الوفاة بسبب المرض.
في هذه الدراسة أكتشف الباحثون أن مرضي السل يعانون مستويات زائدة في إنزيم يسمي ب MMP-1في الرئة. عندما قاموا بإصابة خلايا المناعة عند البشر بالدرن في المعمل وجدوا أن الخلايا زادت من إنتاجها من هذا الإنزيم. حتى الآن ليس لدينا توضيح مقنع كيف يتسبب الدرن في تدمير الرئة.
صرح جون فريدلاند الذي شارك أيضاً في الدراسة: ونحن نفترض أن إنزيمات البروتاز يجب أن تكون متضمنة حيت أنه لا يوجد أي شيء آخر يمكن أن يهشم ألياف الكولاجين القوية التي تشكل الرئة.
وتقدم نتائج الدراسة أدلة قوية تؤيد الفكرة. وقد أعرب إلكينجتون عن أمله في أن يتم التعاون مع شركات الأدوية لمعرفة ما إذا كان العقار الكابح للإنزيم يمكن أن يمنع عطب الرئة عند مرضي السل وأضاف أنه اتصل بالشركة السويسرية المصنعة للعقار (Roche من أجل التعاون فيما بينهم وهو في إنتظار رد.
ويأمل أن يبدأ في الدراسات علي العقار الجديد بين مرضي السل في خلال عام واحد. ويقوم فريق البحث الآن بعمل دراسات معملية علي عقار آخر يسمي ,oxycycline وهو المضاد الحيوي الذي يستخدم لعلاج الأمراض المعدية ويعمل علي كبح إنزيم MMP. وهذا العقار أنتجته شركة فايزر في ستينات القرن الماضي وهو متاح الآن كعلاج شامل رخيص . ويمكن لهذا العقار أن يفيد في علاج مرض السل ليعطي |أمل لشعوب الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا حيث يشيع مرض الدرن.
حذَّرت منظمة الصحة العالمية من انتشار مرض السل المقاوم للعلاجات التقليدية بين أكثر من مليوني شخص بالعالم بحلول عام 2015، داعية إلى تفعيل برامج مقاومة المرض.
وينتشر مرض السل (الدرن) خلال الهواء وإذا لم يعالج بشكل مؤثر يمكن لكل شخص مريض به أن يصيب ما بين 10 إلى 15 شخص آخر بالمرض بالعام.
وأعلن خبراء بمنظمة الصحة العالمية بأوروبا والمركزالأوروبي لمنع والتحكم بالأمراض العام الماضي أن السل يتسبب في قتل ما يقربمن 1.7 مليون شخص بالعالم كل عام، وأن عدد الحالات الجديدة مايقرب من 9.4 مليون مصاب به أكثر من أي وقت سابق في التاريخ. ويُعتبرمرض " "MDR-TB هو نوع من السل الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية وتركه دون علاج يزيد من مخاطر انتشاره.
تقدم في علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة ولكن ليس بالقدر الكافي
تم تحقيق تقدم نحو وقف السل المقاوم المقاوم للأدوية المتعددة، وهو مرض قاتل كثيراً ما يستعصي على التشخيص، ولكن ليس بالقدر الكافي. فبحلول عام 2015، سيكون هناك مليونا حالة جديدة، وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية.
ويقاوم السل المقاوم للأدوية المتعددة أدوية الخط الأول، مثل الآيزونيازيد والريفامبيسين، بينما يقاوم السل الشديد المقاومة للأدوية هذه الأدوية وكذلك ما لا يقل عن نصف أكثر أدوية الخط الثاني شيوعاً. وفي عام 2008، وهي أخر سنة تتوفر فيها تقديرات، قدرت منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة كان نحو 440,000 حالة على الصعيد العالمي بينما بلغت نسبة الوفيات الناتجة عنها 34 بالمائة.
وفي تقريرها الجديد، رصدت المنظمة المكاسب التي تحققت في مجال مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة، بما في ذلك زيادة توافر أدوية الخط الثاني والقدرة على التشخيص وتوافر البيانات الوطنية عن السل المقاوم للأدوية. وقال الدكتور أرنستو خاراميو، المسؤول الطبي عن سياسة مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة ومؤلف التقرير، أن العالم ما يزال بعيداً عن الوفاء بالموعد المحدد للوصول العالمي إلى تشخيص مرضى السل المقاوم للأدوية وعلاجهم، وهو عام 2015.
وشدد على أن مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة مسألة معقدة بسبب نقص التمويل والقدرة والعدد الكافي من الموظفين في 27 دولة تعاني من نسب عالية من الإصابة بهذا المرض.
وقد لاحظت منظمة الصحة العالمية في تقريرها المكون من 127 صفحة أن مرفق الأدوية العالمي، وهو آلية الشراء الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، قد حسن فرص الحصول على الأدوية. وعلى الرغم من أن عدداً من شركات الأدوية التي تورد هذه العقاقير قد تضاعف ثلاث مرات منذ عام 2008، إلا أنه لا يزال صغيراً.
كما تحسنت قدرات المختبرات الوطنية وأصبحت جميع البلدان التي تعاني من نسب إصابة مرتفعة قادرة على إجراء اختبارات الحساسية للعقاقير من أجل التأكد من الإصابة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة في أكبر مختبراتها المرجعية، ولكن التشخيص في مواقع الرعاية الصحية لا يزال نادراً. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2012، ستتوفر لدى جميع البلدان التي تعاني من نسب إصابة عالية بيانات عن السل المقاوم للأدوية المتعددة تساعد في توجيه استجابتها.
وفي عام 2010، أصدرت مؤسسة الوسائل المبتكرة لتشخيص الأمراض (فايند) اختبار الكشف عن السل في نقطة الرعاية Xpert MTB/RIF TB، الذي يكتشف الإصابة بالسل والمقاومة للريفامبيسين خلال ساعتين. وهذا الاختبار أدق كثيراً من الاختبارات التي كانت متاحة سابقاً في المراكز الصحية على مستوى المقاطعات، ولكن سعره البالغ 17,000 دولار لكل وحدة قد يكون مكلفاً جداً عند استخدام الجهاز على نطاق واسع في الدول النامية.
ودعا التقرير إلى توفير المزيد من التمويل للبحوث المتعلقة بمثل هذه الأجهزة، وكذلك العلاجات واللقاحات الجديدة. وأشار أيضاً إلى أن عدم توافر أدوات تشخيص كهذه قد يكون أحد أسباب تشخيص نحو 10 بالمائة فقط من مرضى السل المقاوم للأدوية المتعددة في الدول التي تعاني من نسب إصابة عالية، وتلقي حوالي 11 بالمائة فقط من الحالات العلاج على الصعيد العالمي.
ولا يزال العلاج المراقب مباشرة، الذي يتم فيه مراقبة ودعم المرضى بشكل فردي لتناول دواء السل يومياً حجر الزاوية في مكافحة السل والسل المقاوم للأدوية المتعددة، ولكن خاراميو اشتكى من أن ضعف النظم الصحية كثيراً ما يعرقل التنفيذ، إذا كانت هذه النظم تستخدم عن طريق الخطأ أفكار علاج السل القديمة لمعالجة مخاطر السلالات الجديدة المقاومة للأدوية.
وأضاف في تصريح لخدمة بلاس نيوز التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذا يشبه التعامل مع مرض جديد. إن الشيء الوحيد المشترك بين السل المقاوم للأدويةالمتعددة والسل القديم هو كلمة سل؛ فالأدوية جديدة، وطرق مراقبة المرضى جديدة، وعلاج المرضى أكثر صعوبة".
وعلى الرغم من أن الدول قد رفعت التمويل المحلي لبرامج مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا من أن المخصصات الحالية لن تكون كافية. وقالت منظمة الصحة العالمية أنه ستكون هناك حاجة إلى نحو مليار دولار لتمويل مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة بحلول عام 2015 أي حوالي نصف الميزانية الحالية.
وقد انخفضت المساهمات في الصندوق العالمي خلال 2010 بنحو ملياري دولار، ولكنها سوف تمول نحو 18 بالمائة من تكاليف السيطرة على السل المقاوم للأدوية المتعددة في عام 2011.
ومن المرجح أن تتمكن بعض الدول، مثل جنوب إفريقيا وروسيا ولاتفيا، من تمويل الاستجابة للسل المقاوم للأدوية المتعددة محلياً، ولكن الصندوق قد يصبح المزود الوحيد لأدوية الخط الثاني وإدارة السل المقاوم للأدوية المتعددة فيما لا يقل عن سبعة بلدان آخرى تعاني من ارتفاع نسب الإصابة.
ووفقاً لبيان أصدره ميشيل كازاتشكين، المدير التنفيذي للصندوق العالمي "يشكل السل المقاوم للأدوية المتعددة تهديداً لجميع البلدان لأن علاجه صعب ومكلف...وما لم نبذل جهداً استثنائياً للتصدي لهذه المشكلة، فإن قدرتنا على التمويل وضمان التقدم المستمر في مكافحة السل بشكل عام ستكون مهددة".
وأشار خاراميو إلى أن القرارات الاقتصادية الوطنية في كثير من الأحيان تكون سياسية، وحث المجتمع المدني على الاستمرار في تسليط الضوء على مرض السل كأولوية سياسية عليا في البلدان الأكثر تضرراً.
يمكن للشخص المُصاب بالسل النشط،، إذا تُرك بدون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بتلك العصيّات. فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيّات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي. وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.
تحدث في كل ثانية إصابة جديدة بالعدوى الناجمة عن عصيّات السل
بوجه عام، يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى الناجمة عن عصيّة السل
تظهر الأعراض المرضية أو القدرة على نقل المرض، في مرحلة من المراحل، على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بعصيّات السل (من غير المصابين بفيروس الأيدز). واحتمال ظهور أعراض السل أكبر بكثير لدى الأشخاص المصابين بحالات ترافق ذلك المرض بفيروس الأيدز.
معدلات حدوث المرض على الصعيدين العالمي والإقليمي:
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ إقليم جنوب شرق آسيا شهد حدوث أكبر عدد من حالات السل الجديدة في عام 2008، فقد بلغت الحالات في ذلك الإقليم نسبة 35% من مجموع الحالات المسجّلة على الصعيد العالمي. بيد أنّ التقديرات تفيد أيضاً بأنّ معدل حدوث المرض بين السكان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بلغ ضعف معدل حدوثه في جنوب شرق آسيا، إذ تجاوز 350 حالة لكل 000 100 نسمة.
كما تشير التقديرات إلى تسبّب السل في وفاة 1.7 مليون شخص في عام 2009. والجدير بالذكر أنّ أكبر عدد الوفيات سُجّل في الإقليم الأفريقي.
وفي عام 2008، كانت معدلات حدوث السل بين السكان في حالة ثبوت أو انخفاض في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة. غير أنّ نمو السكان حجب الانخفاض البطيء في معدلات حدوث المرض بين السكان، ممّا أدّى إلى استمرار ارتفاع عدد الحالات الجديدة كل عام في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في أقاليم المنظمة لأفريقيا وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا.
المعدلات التقديرية لحدوث السل وانتشاره ووفياته، 2009
حدود عدم اليقين التي استُخدمت لإعداد الجدول أدناه متاحة في التقرير الخاص بمكافحة السل على الصعيد العالمي 2010.
الحدوث أ
الانتشار ب
معدل وفيات السل
إقليم منظمة الصحة العالمية
العدد بالآلاف
النسبة من عدد الحالات الإجمالي العالمي
لكل 100ألف شخص
العدد بالآلاف
لكل 100ألف شخص
العدد بالآلاف
لكل 100ألف شخص
أفريقيا
2 800
30%
340
3 900
450
430
50
الأمريكتان
270
2.9%
29
350
37
20
2.1
شرق المتوسط
660
7.1%
110
1 000
180
99
18
أوروبا
420
4.5%
47
560
63
62
7
جنوب شرق آسيا
3 300
35%
180
4 900
280
480
27
غرب المحيط الهادئ
1 900
21%
110
2 900
160
240
13
الصعيد العالمي
9 400
100%
140
14 000
164
1 300
19
أ. الحدوث: الحالات الجديدة التي تظهر في فترة محدّدة
ب) الانتشار: عدد الحالات الموجودة بين السكان في نقطة أزمنية محدّدة
فيروس الإيدز والسل:
يشكّل اجتماع فيروس الأيدز والسل توليفة قاتلة، فكلاهما يسهم في تنشيط الآخر. والجدير بالذكر أنّ فيروس الأيدز يضعف الجهاز المناعي. وعليه فإنّ احتمال ظهور أعراض مرض السل لدى حاملي ذلك الفيروس المصابين بعصيّات السل يفوق بكثير احتمال ظهورها لدى الأشخاص الذين لا يحملونه. ويُعد السل من أهمّ أسباب الوفيات بين حاملي فيروس الأيدز، علماً بأنّ ذلك الفيروس يأتي في مقدمة العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة معدلات حدوث السل منذ عام 1990.
وشكّلت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها الدوليين، الفريق العامل المعني بحالات ترافق عدوى السل وفيروس الأيدز، وهو فريق يعكف على وضع سياسات عالمية في مجال مكافحة السل المرتبط بفيروس الأيدز وتقديم نصائح إلى الجهات التي تكافح ضدّ السل وفيروس الأيدز لتمكينها من تبيّن أساليب التعاون فيما بينها من أجل التصدي لهذه التوليفة القاتلة. وتبيّن السياسة المؤقتة الخاصة بالأنشطة التعاونية في مجال السل وفيروس الأيدز الخطوات اللازم اتخاذها لاستحداث آليات تمكّن من إقامة تعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه، وذلك بغية التخفيف من عبء السل في أوساط حاملي فيروس الأيدز ومن عبء فيروس الأيدز في أوساط مرضى السل.
السل المقاوم للأدوية:
لم يكن هناك، قبل السنوات الخمسين الماضية، أدوية تمكّن من علاج السل. أمّا الآن فقد تم توثيق السلالات المقاومة لدواء واحد في جميع البلدان المشمولة بدراسات استقصائية في هذا المجال؛ غير أنّه تم تسجيل ظهور سلالات مقاومة لجميع الأدوية الرئيسية المضادة للسل. وحالات السل المقاوم للأدوية ناجمة عن العلاج غير المناسب أو العلاج الجزئي، أي عندما لا يأخذ المرضى جميع أدويتهم بانتظام أثناء الفترة المحدّدة لهم بسبب شعورهم بتحسن حالتهم الصحية، أو نظراً لنزوع الأطباء والعاملين الصحيين إلى وصف خطط علاجية خاطئة، أو نظراً لعدم موثوقية الإمدادات الدوائية. ويتمثّل أكثر أشكال السل المقاوم خطورة في السل المقاوم للأدوية المتعدّدة، الذي يُعرّف بالمرض الناجم عن عصيّات السل الكفيلة بمقاومة الإيزونيازيدوالريفامبيسين على الأقل، وهما أكثر الأدوية فعالية ضد السل. ومعدلات السل المقاوم للأدوية المتعدّدة ترتفع في بعض البلدان، وبخاصة في الاتحاد السوفييتي السابق، وتهدّد جهود مكافحة المرض هناك.
وعلى الرغم من التمكّن عموماً من علاج حالات السل المقاوم للأدوية، فإنّ تلك الحالات تقتضي معالجة كيميائية مكثّفة (قد تصل مدّتها إلى عامين) بأدوية الخط الثاني التي تفوق تكاليفها في غالب الأحيان تكاليف أدوية الخط الأوّل، كما أنّها تتسبّب في حدوث تفاعلات ضائرة أكثر وخامة، حتى وإن أمكن تدبيرها. وأصبحت أدوية الخط الثاني المضادة للسل والمضمونة النوعية متوافرة بأسعار منخفضة للمشاريع المعتمدة من قبل لجنة الضوء الأخضر.
ويشكل ظهور السل الشديد المقاومة للأدوية، خصوصاً في المواقع التي يكون فيها مرضى السل مصابين بفيروس الأيدز أيضاً، خطراً كبيراً على جهود مكافحة السل ويؤكّد الحاجة الماسّة إلى تعزيز أنشطة مكافحة السل العادي وتطبيق دلائل منظمة الصحة العالمية الجديدة لتدبير حالات السل المقاوم للأدوية من خلال برامج محدّدة.
مقارنة بين علاج السل بالغذاء المناسب وعلاج السل بالمضادات الحيوية:
بعض جراثيم السل طورت مناعة لبعض المضادات الحيوية. هذا الأمر غير ممكن بالنسبة للعلاج بالغذاء المناسب. أي أن الجراثيم مهما كانت لا يمكنها أن تطور مناعة ضد الأغذية التي تقضي عليها. علاج مرض السل وغيره من الأمراض المعدية مثل أمراض الجراثيم والطفيليات والفيروسات يتطلب إجراء زرع مخبري قبل وصف أي مضاد حيوي لمعرفة نوع الميكروب المسبب للسل, بالإضافة لتجارب على عدد كبير من المضادات الحيوية لمعرفة أي منها هو الأفضل في علاج السل. ولكن في علاج مرض السل بالغذاء ليس هناك ضرورة للزرع أو التجارب لأن تكاثر ميكروبات مرض السل هو ظاهرة من نوع (أنثى قوي = توسع) وهناك بعض الأغذية التي تحمل قوة (ذكر= يانغ) قوي وهذه الأغذية ستمنع تكاثر هذه الميكروبات بشكل طبيعي وسليم وتقضي عليها مهما كان نوعها.
المضادات الحيوية تقضي على كل جراثيم الأمعاء حتى الجيدة منها, ولكن الحمية المناسبة تقضي فقط على الجراثيم التي تسبب مرض السل وتترك الجراثيم المفيدة في الأمعاء بدون أذى.
الأغذية التي تشكل مضادات حيوية طبيعية وتشفي من مرض السل هي أغذية رخيصة ومتوفرة في كل مكان على عكس المضادات الحيوية والتي بعضها مكلف أو غير متوفر أحيانا.
لأول مرة منذ نصف قرن تقريباً، يبدو أن العالم أصبح على وشك إضافة دواء جديد، قد يكون أكثر فاعلية في علاج مرض الدرن "السل،" لن يسهم فقط في تحقيق تحسن كبير في علاج المرض وفصائله المقاومة للأدوية المتعددة، ولكنه سيساعد أيضاً في تقصير مدة العلاج والشفاء.
فمن شأن إضافة دواء "تي إم سي 207" الجديد، الذي تقوم بتطويره شركة "تيبوتيك" Tibotec للبحوث الدوائية، إلى نظم علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة، أن يقلص بشكل كبير، من الفترة التي تفصل بين بداية العلاج والوصول إلى نتيجة سلبية عند إجراء تحاليل الكشف عن المرض. ووفقاً لدراسة تم نشرها في عدد يونيو/ حزيران2009، في دورية "نيو إنغلاند"New England journal of medicine ، فقد جاءت تحاليل شملت نحو 50 في المائة من المرضى الخاضعين للعلاج ضد داء السل المقاوم للأدوية المتعددة سلبية، مقارنة بنحو 10 في المائة فقط من المجموعة التي تناولت علاجاً بديلاً أو وهمياً، خلال شهرين.
ويستهدف العقار الجديد "تي إم سي 207" إنزيم البكتيريا المنتج للطاقة ويقضي عليه، كما أثبت الدواء أنه لطيف نسبياً على المعدة، بالإضافة إلى كون جرعاته منخفضة إلى ثلاث جرعات أسبوعياً فقط، مما يسهل الاستمرار في العلاج والمداومة عليه.
وأفاد الدكتور ألكسندر بيم، أحد مؤلفي البحث ورئيس العلماء في وحدة بحوث السل بمجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا، بأن "علاج داء السل يحتاج حالياً لفترة ستة أشهر، وإذا أصبحت الفصيلة مقاومة للدواء الأول يحتاج المرضى لدواء ثان، مما يرفع تكلفة العلاج ويمدد فترته إلى سنتين.
وأضاف أنه "بما أن هذا الدواء نوع جديد كلياً من المضادات الحيوية، يمكنه أن يكون فعالاً في علاج السل، والسل المقاوم للعقاقير المتعددة، فالبكتيريا لم تتعرف على هذا العقار من قبل، ولم تحظ بفرصة تطوير مقاومة ضده."
ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان العقار يحقق الشفاء الكامل وما هي الأدوية الأخرى التي لا بد أن ترفق به وإذا ما كان آمناً تماماً أم لا"، بحسب ما نقلت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
كما يمكن تخزين العقار في درجة حرارة الغرفة، مما يسهّل الاستغناء عن أنظمة التبريد المكلفة، وأحياناً غير المتوفرة في البلدان النامية، التي تتحمل العبء الأكبر من مرض السل في العالم.
وشهد العام 2007 الماضي تشخيص حوالي 500 ألف شخص في أنحاء العالم بالإصابة بداء السل المقاوم للأدوية المتعددة، لم يتلق سوى أقل من واحد بالمائة منهم العلاج الكافي، وفقاً لأحدث تقرير عالمي لمكافحة السل الصادر عن منظمة الصحة العالمية.
مضاد حيوي جديد قد يقلل فترة علاج مرض السل:
اثبتت دراسة علمية جديدة أن استخدام دواء موكسيفلوكساسن ( moxifloxacin )مع أدوية أخرى قد يقلل ولعدة أشهر مدة العلاج التي يحتاجها المريض المصاب بالسل .
هذا وقد تؤدي المدة الطويلة للعلاج إلى الفشل في إتمام المريض للعلاج، ولذلك فإن المدة الأقل في العلاج تحسن من إتمام المريض للعلاج . علاج مرض السل في مدة قصيرة يقلل من عبء العمل لبرامج مكافحة السل وخصوصا في البلدان التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالسل.
وشملت الدراسة 170 مريض مصاب بالسل يعالج في مستشفى في ريوديجانيرو البرازيل الذين كانوا يتلقون الأدوية الثلاثة الأساسية في علاج مرض السل وتم اختيارهم عشوائيا لتلقي الدواء الرابع إما موكسيفلوكساسن (moxifloxacin) 400 مليغرام مع إيثامبيوتول(ethambutol) الوهمي لـ 85 مريض أو دواء ethambutol15ـ20 مليغرام مع موكسيفلوكساسن (moxifloxacin) الوهمي لــ85 مريض خمسة أيام في الأسبوع لمدة ثمانية أسابيع . أما دواء إيثامبيوتول (ethambutol) فيستخدم على نطاق واسع في علاج السل لكن فاعليته قليلة جدا وأستخدم في هذه الدراسة للمراقبة .
وبعد ثمانية أسابيع كان الاختبار سلبياً لـ 80% من المرضى في مجموعة موكسيفلوكساسن (moxifloxacin) لمرض السل مقارنتا مع 63% من المرضى في مجموعة إيثامبيوتول(ethambutol) .
وكان لنتائج الدراسة آثار كبيرة لمستقبل الدراسات . وكتب فريق البحث أن بعد ثمانية أسابيع من استخدام دواء موكسيفلوكساسن بالإضافة إلى الأدوية الأساسية لعلاج السل يمكن إختصار ولعدة أشهر الوقت اللازم لعلاج مرض السل .
اليوم العالمي للسل:
24
آذار/مارس
يسهم اليوم العالمي للسل في إذكاء الوعي بوباء السل الذي يتخذ أبعاداً عالمية وبالجهود التي تُبذل قصد التخلّص من هذا المرض. ويصيب هذا المرض، حالياً، ثلث سكان العالم. وتقوم شراكة دحر السل، وهي شبكة تضمّ المنظمات والبلدان التي تعمل على مكافحة هذا المرض، بتنظيم تظاهرات إحياء هذا اليوم العالمي لإبراز أهمية المرض وكيفية توقيه وعلاجه.
ويُحتفل بهذا الحدث السنوي في 24 آذار/مارس، لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ، في عام 1882، العصيّة المتسبّبة في الإصابة بالسل. وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه. وتسعى منظمة الصحة العالمية، حالياً، إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015.
تاريخ مرض السل:
La Miseria by Cristóbal Rojas (1886).
المؤلف، والذي يعاني من مرض السل يصور المظهر الاجتماعي للمرض وعلاقته بظروف العيش
أواخر القرن التاسع عشر
الإستهلاك، السـُّحاف، السـُّل، الخنازيرية،داء بوت، والتدرُّن أو الطاعون الأبيض، هذه كلها تعابير استُخدِمت للإشارة إلى مرض السل عبر التاريخ.
على الرَّغم من التقديرات التي تثبت وجود مرض السل منذ حوالي خمس عشرة ألف أو عشرين ألف سنة سابقة لكن تلك العضويات المجهرية المسببة للسل قد تكون نشأت من عضويات أولية أخرى من نفس جنس العصيـَّات الفطرية أو المتفطـِّرات.
ويُعتَقد أنه عند نقطة معينة خلال تطورها كانت بعض أجناس البكتريا قادرة على غزو الحيوانات المضيفة، ومثال ذلك أول اجناس هذه البكتريا وهو المتفطرةالسلية البقرية، وهي أقدم أجناس المتفطراتالسلية. لقد وصلت المتفطرةالسلية إلى الإنسان في وقت متزامن مع تربية الحيوانات الأليفة.
لقد أظهرت البقايا العظمية وجود هذه البكتريا رغم أن هذا لم يتم إدراكه بالمعنى الحقيقي قبل القرن التاسع عشر.
لقد وصل هذا المرض إلى ذروته بين نهاية القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
لقد منحت الثـَّقافات المتعددة هذا المرض أسماء مختلفة على امتداد الزمان، وقد ارتبطت هذه الأسماء جميعها بالتأثيرات المُدْنِفة والمهلكة التي يُحدثها هذا المرض في جسم المصاب:
السـُّحاف:
ظهر هذا الإسم في الأدب الإغريقي حوالي العام 460 قبل الميلاد، وقد عرَّف أبقراط هذا المرض على أنه الأكثر إمراضاً في ذلك الوقت وقد أشار إلى أن أكثر الإصابات حدثت بين الثامن عشر والخامس والثلاثين من العمر، وكان مرضاً قاتلاً في معظم حالاته.
لقد دفعه ذلك إلى التصريح بضرورة منع زيارة الطبيب لضحايا هذا المرض لحماية سمعتهم.
ورغم اعتقاد أرسطو بأن هذا المرض من الأمراض المعدية إلا أن العديد من معاصريه اعتقدوا بارتباطه بالمؤثـِّرات الوراثية.
أما جالينوس، الطبيب الإغريقي الأكثر شهرة بعد أرسطو، فقد عرَّف السـُّحاف بأنه تقرُّح يصيب الرئتين والصدر والبلعوم ويترافق مع السعال والحمى بالإضافة إلى استهلاك أو تخريب الأنسجة بواسطة القيح.
الطاعون الأبيض:
إن وباء السل الذي ضرب أوربا والذي بدأ في القرن السابع عشر واستمر لمدة مئتي عام، سُمـِّي بالطاعون الأبيض.
لقد كان السل السبب الرئيسي للوفيات عام 1650.
إن الكثافة السكانية الكبيرة والتدابير الصحية الوقائية الضعيفة في أوربا وشمال أمريكا أدَّى إلى تطور المرض.
:
السل في الحضارات القديمة
الآثار الأولى لمرض السل تم العثور عليها في مقبرة في مدينة هايدلبرغ ضمن بقايا عظمية أشارت إلى وجود تزوٍّ في هذه العظام، وهذا النوع من الإصابة يشاهد في سل العمود الفقري.
إن بعض الأطباء يصفون السل بأنه أقدم مرض عرفه التاريخ.
لقد تم العثور على آثار مرض السل في المومياء المصرية والتي ترجع إلى زمن يمتد بين العامين 2400 و3000 قبل الميلاد.
إن أكثر هذه الآثار إقناعاً تلك التي تم العثور عليها عام 1881 والتي أظهرت إصابة بسل العمود الفقري مع وجود خرَّاجات قيحيـَّة سلـِّية، ويبدو أن أخناتون وزوجته، نفرتيتي، قد قضيا في مرض السل، وقد أظهرت الدراسات أن المصحـَّات الخاصة بعلاج مرض السل قد تم إنشاؤها منذ عهد موغل في القدم، حوالي العام 1500 قبل الميلاد.
إن بردية إيبرسبابيروس هي وثيقة طبية تعود إلى حوالي العام 1550 قبل الميلاد وهي تصف التخريب النسيجي الرِّئوي المترافق مع وجود عقد لمفاوية رقبية، وتنصح بعلاجه جراحياً ببضع الكيسات المتشكلة ثم تطبيق الأكاسيا والفاكهة ودماء الحيوانات ودماء الحشرات والعسل والملح.
وتشير الأدلة القديمة إلى ما يُسمى بالمرض الإستهلاكي الذي قد يصيب اليهود في حال ابتعادهم عن التعاليم الإلهية.
الشـَّرق:
الهند القديمة: تشير الإشارات الأولية إلى وجود السل في الثقافة الهندية حيث يعود أقدم هذه الآثار إلى حوالي العام 1500 قبل الميلاد وحيث كانوا يسمون المرض: ياكسما. وفي أثر آخر نجدهم يسمـُّونه: بالاسا.
وفي أثر آخر يعود إلى العام 600 قبل الميلاد نجدهم يصفون لعلاجه حليب الثدي واللحوم والكحول.
وفي أثر كُتِب حوالي العام 1500 قبل الميلاد نجد تحذيراً للهندوس البراهمان بعدم الزواج من نساء لديهن سابق إصابة بهذا المرض.
الصـِّين القديمة:
تشير الدلائل التي عٌثِر عليها في الأدب الصيني الذي يعود إلى حوالي العام 2700 قبل الميلاد. وفي أثر طبي آخر نجد وصفاً لمرض مُدنِفٍ والذي يُعتقد بأنه مرض السل حيث يصف فيه سعالاً مستمراً وحمى وضعفاً عاماً وتسرُّعاً في النبض وانسداداًت في الصَّدر وزلة تنفسية.
Hippocrates.
لقد وصف أبقراط في أثر له صفات هذا المرض: الحمى وغياب لون البول والسعالوفقدان العطش والشهية. ويذكر أبقراط كيف يصاب معظم هؤلاء المرضى بالهلوسة قبل أن يقضي عليهم المرض.
لقد اعتقد أبقراط كما اعتقد كثيرون في ذلك الزمان أن هذا المرض ذو طبيعة وراثية، لكن أرسطو لم يقبل ارتياطه بالعوامل الوراثية والذي اعتقد بأنه مرض مُعدٍ.
لقد اقترح جالينوس سلسلة من التـَّدابير العلاجية لمرض السل والتي من ضمنها الأفيون لتنويم المريض وتجنـُّب الألم ووضع المريض على حمية تتضمن: الماء والسمك والفاكهة.
كما قام جالينوس بوصف ورم الرئة والذي كان يُعتقد بأنه مطابق للدرنات المتشكلة على الرئتين في سياق مرض السل.
في أمريكا الجنوبية ظهرت أولى دلائل المرض والتي تعود إلى العام 1050 قبل الميلاد رغم أن أهم الموجودات التي تم العثور عليها يعود إلى العام 700 ميلادي وهو مومياء لطفل عمره حوالي 10 سنوات
هنري الرابع في فرنسا يقوم بلمس العديد من مرضى السل خلال مراسم الاحتفال الملكي للمس المرضى
مع انتشار المسيحية أصبحت النظرة السـَّائدة بأن الملوك أو الحكـَّام هم أشخاص مرتبطون بالدين يمتلكون قوى سحريـَّة شافية وبأن لمسةً من ملك تشفي المريض من مرضه بما أوتي هذا الملك من بركات سماوية.
لقد قام ملك فرنسا بتطبيق هذه الفعـَّالية مرة كل أسبوع بحيث أصبح المعتقد السـَّائد مع الزمن بأن مرض السل هو لعنة سببها غضب الملك.
في العصور الوسطى لم يتم إحراز تطور ملحوظ في سياق مرض السل.
لقد اعتقد كل من ابن سينا والرازي بأن المرض هو مرض معدٍ صعب العلاج.
خلال القرون الوسطى لم يتم تحقيق تقدم يذكر فيما يتعلق بمرض السل. أما ابن سينا والرازي فقد اعتقدا بصعوبة علاج المرض مع كونه ذو طبيعة معدية.
لقد كان جيرولامو فراكاستورو هو أول شخص يقترح بأن سبب السل هو فيروس غير مرئي وقد كان من ضمن تصريحاته بأن الفيروس يستطيع العيش لمدة سنتين أو ثلاث سنوات على ثياب المصاب به وبأن السل ينتقل من خلال عدوى مباشرة أو من خلال ما يطرحه المريض من مفرزات لكنه لم يعرف الآلية التي من خلالها ينتقل السل عبر مسافات بعيدة.
أما باراسيلسوس فقد اعتقد أن السل يحدث بسبب فشل أحد الأعضاء الداخلية في إنجاز وظائفه الكيميائية الحيوية وعندما يحدث ذلك في الرئتين يؤدي إلى تشكل ترسبات حصوية وتسمى هذه العملية التقلـُّح.
وفي القرنين السبع عشر والثامن عشر بدأ فرانسيسكو سيلفيوس بالتفريق بين الأنواع المختلفة للسل مثل السل الرئوي وسل العقد البلغمية. لقد كان أول من لاحظ حدوث التقرُّحات الجلدية في سياق هذا المرض وقد دون ذلك عام 1679
وقد زامنه توماس ويليس الذي استنتج بأن السل يؤدي في النهاية إلى استهلاك الأنسجة. لم يستطع ويليس معرفة السبب الحقيقي للمرض لكنه عزاه إلى ارتفاع مستوى السكر ومستوى الحموضة في الدم.
أما ريتشارد مورتون فقد نشر عام 1689 بأن السبب الحقيقي وراء الاستهلاك النسيجي هو الدرن.
وفي عام 1720 اقترح بينجامين مارتن نظرية تقول: إن السبب وراء مرض السل هو كائنات حية قادرة على العيش في جسم الثوي الجديد، وهذا مشابه لما قاله آنتون فان ليون هوك عام 1695. وقد تم رفض هذه النظرية، وقد مضى حوالي 162 عاماً قبل أن يأتي روبرت كوخ ليثبت صحـَّة هذا الكلام
عام 1779 قام روبرت وايت بإعطاء أوَّل وصف سريريٍّ لسل السـَّحايا، وفي عام 1779 قام الجرَّاح الإنكليزي بيرسيفال بوت بوصف سل الفقرات والتي حملت اسمه لاحقاً.
وفي عام 1761 قام الطبيب النمساوي ليوبولد أوينبريغر بالتوصٌّل إلى طريقة لتشخيص المرض، وهي طريقة تم إعادة اكتشافها لاحقاً عام1797 من قبل الفرنسي جان نيكولاس كورفيسارت، وبعد أن وجدها طريقة نافعة قام كورفيسارت بتطبيقها في المجال الأكاديمي وذلك بترجمتها إلى اللغة الفرنسية.
أما ويليام ستارك فقد قال بأن التدرن الرئوي يتطوَّر إلى تقرُّحات وكهوف، وقد اعتقد ستارك بأن الأشكال المختلفة للسل ما هي إلا تظاهرات مختلفة لنفس المرض.
أما البروفسور ج.شونلاين في زيورخ فقد اقترح استعمال كلمة التـَّدرُّن لوصف هذا المرض.
لقد ارتفعت معدلات الإصابة بمرض السل بشكل سريع خلال العصور الوسطى ليتقدَّم على مرض الجذام وقد وصل معدل حدوثه إلى ذروته بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مع انتقال عمال الحقول للعيش في المدن.
وفي عام 1808 قام ويليام ولكومب بنشر دراسته، وقد دُهِش لما وصلت إليه معدلات الأصابة بالسل في انكلترا آنذاك.
لقد أدى حدوث الثورة الصناعية إلى تضاعف معدلات الإصابة بسبب تفاقم الفقر والبؤس، مما أدى إلى خلق البيئة المناسبة لتطور المرض.
وفي القرن التاسع عشر لُقـِّب السل بالطـَّاعون الأبيض ولُقـِّب أيضاً بمرض العصر. لقد كان يُنظَر إلى هذا المرض على أنه مرض رومانسي وراح هذا المرض يمثـِّل نوعاً من الصـَّفاء الروحي مما دفع العديد من سيدات المجتمع الراقي لصبغ جلودهن بلون شاحب يعكس التأثير المدنف لمرض السل، وقد كتب الشاعر البريطاني لورد بايرون عام 1828: "إنني أحب أموت بمرض الاستهلاك رغبةً في صبغ هذا المرض بصفة مرض الفنـَّانين
الكاتب الروسي آنتونتشيخوف الذي مات بمرض السل عام 1904
في فرنسا قام خمسة كتاب على الأقل بنشر مؤلفات للتعبير عن مثاليات مرض السل، وحتى بعد تطور المعارف عن مرض السل فإن النظرة الروحانية له استمرت في الآثار الأدبية ولعل أحدثها فيلم مولان روج عام 2001 والذي ارتكز في جزء منه على: لا ترافيتا والتي ارتكزت بدورها على: لا دام أو كاملياس.
التطورات العلمية:
مع انتهاء القرن التاسع عشر حدثت تطورات مهمة أدت إلى ظهور الأمل بالشفاء.
لقد كان أحد أهم الأطباء الذين نذروا أنفسهم لدراسة هذا المرض هو رينيه لاينك والذي مات بهذا المرض عندما انتقلت إليه العدوى أثناء دراسته لهذا المرض على المصابين. لقد قام لاينك باكتشاف السـَّماعة الطبية لتطوير قدراته السـَّمعية من أجل إثبات الموجودات المشاهدة على جثث المرضى المصابين بشكل سمعي، وقد تُرجم كتابه الذي كتبه في هذا السياق إلى اللغة الانكليزية بواسطة جون فوربس عام 1821، وهو يمثـِّل بداية الفهم العلمي لمرض السل، وقد مُنِح لاينك كرسي الأستاذية في مستشفى نكيه عام 1816، وهو يُعتبر اليوم أعظم طبيب فرنسي. وقد كان ممن عمل مع لاينك جاسبارد لوران بايل.
في عام 1869 صرح جان أنطوان فيلمان بأن المرض هو مرض معدٍ وتكلم عن تجربة تم فيها حقن مفرزات أخذت من جثة مصاب سابق ضمن أرانب مخبرية فأصيبت بالسل.
وفي يوم الرابع عشر من شهر آذار عام 1882 صرح روبرت كوخ بأن سبب مرض السل هو عامل ينتقل بالعدوى. وفي عام 1895 اكتشف ويلهيلم رونتجن الأشعة السينية التي ساعدت الأطباء في تشخيص المرض وتعقـُّبه مما أسهم في تحسـُّن إنذار المرض.
Robert Koch, a Prussian physician, discovered the cause of tuberculosis
وباختصار: يعتبر مرض الدرن (السل) من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان، فهناك بعض الدلائل من الآثار الفرعونية التي تُشير إلى وجود عُصيات ميكروب الدرن في النخاع الشوكي لبعض المُحنطات الفرعونية التي يعود تاريخها إلى 2400 سنة قبل الميلاد، و لكن التاريخ الحديث يذكر سنة 1882 كسنة حاسمة في تاريخ هذا المرض حين اكتشف العالم الألماني روبرت كوخ (Robert kough) الميكروب المُسبب للدرن ووصف شكله و خصائصه الميكروسكوبية، و كان هذا الإكتشاف ضروري من أجل تشخيص المرض و تمهيد الطريق لأجل إكتشاف العلاج المُناسب.
وعملية إكتشاف الأدوية الفعالة ضد المرض أخذت وقتاً طويلاً نسبياً، فأول دواء فعال لعلاج الدرن ( Streptomycin ) تم إكتشافه في سنة 1943، و أول مريض اُستخدم له الدواء كان تحديداً في 20/11/1944، وبعد هذا التاريخ توالى إكتشاف أدوية جديدة:INH: 1952:PZA 1954 Ethambutole: 1962Rifampin: 1963 و مازالت هذه الأدوية الخمسة هي الحجر الأساس لعلاج مرض الدرن حيث أثبتت التجارب أنه يجب علاج ميكروب الدرن بعدة أدوية في وقت واحد لذلك لتجنب مقاومة الميكروب لنوع واحد من الدواء. قبل اكتشاف هذه الأدوية لم يكن هناك علاج فعال لهذا المرض، وبالتالي كان هناك اعتقاد أن مرضى الدرن يجب علاجهم في مصحات مُخصصة يتم فيها يومياً تعريضهم للهواء الطلق وأشعة الشمس، وكان أول هذه المصحات تم بناءها في ألمانيا في سنة 1854 من قبل دكتور كان يشكو من الدرن تشاف منه بعد قيامه برحلة إلى جبال الهملايا. و بالتالي كانت تُبنى هذه المصحات ببلكونات (شُرفات) مُخصصة لمكوث المرضى في الهواء الطلق.
عام2400قبل الميلاد :
أول " اعتراف "رسمي بوجود مرض السلّ ، حيث وُجدت علامات باثولوجية من البلَى السلي في شظايا العمود الفقري لبعض المومياوات المصرية من تلك الفترة.
عام 460 قبل الميلاد :
ذكر أبقراط كلمة phtisis (وهي كلمة يونانية تعني " السلّ " ) باعتباره المرض الواسع الانتشار في جميع الأزمنة ، و يُبدي ملحوظة بأن المرض غالباً ما يكون مُميت على نحو دائم.
1650
بعد الميلاد :
حدد "سيلفياس" في أوبراه ميديكاسليات (درنات) فعلية بأنها تغيرات مميزة ومستمرة في الرّئتين والأعضاء الأخرى من المرضى المُصابين بالسلّ.
1670
بعد الميلاد :
يصف "ويليس" ورم ليفي دَخني و مزمن ( غير تجويفي ) في تشريح بعد الوفاة.
1720:
ذكر "مارتن" في كتابه (نظرية جديدة عن مُسببات السلّ) أن المرض يمكن أن يسببه " مخلوقات حيّة غاية في الدقة "و لكنها " قادرة على الإقتيات على سوائل الجسم و أوعيته الدموية ". و يحذّر "مارتن" أن السلّ قد يصيب " الشخص السليم " عند استنشاقه الهواء المنبعث من الرئات المريضة، ليس من خلال " محادثة بسيطة " مع المُصاب لكن نتيجة للمعايشة الكاملة مع المصاب بالسلّ، و يشمل ذلك الاستلقاء معه على نفس السرير و تناول الطعام و الشراب معه بشكل ثابت و معتاد".
1854:
بني "بريهمر" أول مصحّة في مدينة "جوربيرسدورف" .و وانتشرت بعد ذلك مثل هذه المصحات في أوربا والولايات المتحدة وكان لها وظيفتان رئيسيتان، هما : ضمان عزل المرضى عن عامة السّكان والمساعدة في عملية الاندمال من خلال إجبار المرضى على الراحة و الحمية الملائمة و الحياة المنظمة بطريقة جيدة في المستشفى.
1865:
أوضح "فيلمين" حدوث عملية انتقال المرض بين الأنواع المختلفة( من البشر إلى الماشية ومن الماشية إلى الأرانب ) ويفترض أن السبب في الإصابة بالمرض كائنات حية دقيقة نوعية.
1882:
يميّز "كوش" عصية السلّ كمسبب للإصابة بالمرض و يدعم إفتراضاته بالدليل على وجود علاقة شرطية سببية بين الجرثومة و المرض .
1895:
اكتشاف "روينتجن" للأشعة التّشخيصية ، و بذلك تحققت إمكانية متابعة و مراجعة التقدم الحادث في المرض و شدته بطريقة علمية.
1900
بعد الميلاد :
اكتشف "كالميت" و "جويرين" لقاح "بي سي جي" ، و الذي يتم تحضيره بتوهين و إضعاف جراثيم المُتَفَطّرة البقرية .
1921:
استعمال لقاح "بي سي جي" للمرة الأولى في باريس.
1943:
اكتشاف المضاد الحيوي "الستربتوميسين"
1944 :
استخدام المضاد الحيوي "الستربتوميسين"على أول مريض و كانت النّتيجة را ئعة: حدث توقف ملحوظ في تطور المرض ، و إختفت الجراثيم من البلغم و حدث شفاء سّريع للمريض .
1944
و ما بعدها :
بداية عصر المعالجة الكيميائية ، فبعد استعمال "الستربتوميسين" تم إدخال حمض "بي-آمينوساليسيلك" ( عام 1949) و"الإيزونيازيد"(عام 1952) و"البيرازيناميد" (عام 1954) و"السيكلوسيرين"(عام 1955) و"الإيثامبوتول"(عام 1962) و"الريفامبيسين" (عام 1963) كأدوية مضادة لمرض السلّ . كما أصبحت المعالجة الكيميائية المركبة ،على نحو متزايد، جزءاً هاماً من العملية العلاجّية كوسيلة لتجنّب المقاومة الجرثومية للأدوية.
1950
بعد الميلاد- 1980 بعد الميلاد :
انخفاض ملحوظ في نسبة الإصابة بالسلّ في البلدان الصّناعية.
أعوم الثمانينات و التسعينات : كان لوباء "متلازمة العوز المناعي المكتسب" انعكاساته الخطيرة على وبائيات مرض السلّ ، مما تسبب في زيادة الإصابة بالسلّ في كل من البلدان الصّناعية والبلدان النامية على حد سواء .و يسبب السلّ المقاوم للأدوية المتعددة مشاكل متزايدة تتعلق بفعالية العلاج قيد الإستعمال.
1993 :
منظمة الصّحة العالمية تعلن أن مرض السلّ طارئة عالمية.
1995 :
منظمة الصّحة العالمية تطلق استراتيجية المعالجة الكيميائية DOTSتحت الإشراف المباشر.
السل عند قدماء المصريين
أُولى آثار للسل ظهرت في المومياء المصرية التي تعود إلى 4000 سنة قبل الميلاد، وذلك في فقرات المومياءات (داء بوت) ويعتقد أن الملك أخناتون والملكة نفرتيتي قد توفيا بالسل.
يعتقد أنّ مشافي للمسلولين وجدت عند المصريين حوالي 1500قبل الميلاد.
برديةايبرز التي تعود إلى 1550 قبل الميلاد تشير إلى مرض صدري مزمن يترافق مع نحول وهزال وعقد لمفية رقبية ويعالج بتفجير العقد ونبات الأقاقيا والبازلاء والعسل والملح.
السل في حضارة مابين النهرين
أقدم نص طبي يصف مرض رئوي مزمن يسبب النحول يعتقد أنّه السل يعود إلى 1900سنة قبل الميلاد منقوش باللغة المسمارية عائد لبلاد مابين النهرين.
من بعض الكتابات المسمارية العائدة للبابليين (1600 قبل الميلاد) تم وصف مرض يتصف بالسعال والقشع والنحول مع حمى و ضيق نفس مع اسهال دون ذكر لنفث الدم، يعتقد أنه مرض السل الثانوي مع إصابة معوية.
لوح مسماري طبي يعود للألف الثانية قبل الميلاد
السل عند الهنود والصينيين
أول إشارة للسل عند قدماء الهنود في كتاباتهم السنسكريتية القديمة Vedas ومنها:
v Rig-veda 1500
قبل الميلاد أطلق اسم Yaksma على مرض السل، وأشار إلى أنه مرض غير قابل للشفاء، وحرّم الزواج من نساء من عائلات لديها داء السل.
v Atharva-veda
سماه Balasa وأشار إلى الخنزرة الجلدية الرقبية.
v Yajurveda 600
قبل الميلاد أشار إلى الفائدة من الارتفاع إلى المناطق المرتفعة لعلاج داء السل.
عند الصينيين:
v Emperor Shennong (2700
قبل الميلاد) وصف المرض مع علاجات مختلفة
v Yellow Emperor
وصف مرض xulaobing أو النحول البطيء حيث تكلم عن سعال مستمر مع حمى وفقد وزن.
السل عند اليونان
v
أبقراط (640-370 قبل الميلاد): وصف مرض السل وسماه مرض النحول ((Aphthsis ووصف بأنه مرض مميت دوماً، حيث وصفه بـ حمى مع سعال منتج لقشع سميك مع فقد الشهية والوزن؛ واعتقد أنه مرض وراثي، ونصح باستخدام التغذية الجيدة و الحليب.
v
أرسطو (384-322 قبل الميلاد): وصف السل بشكل مفصل: بحة صوت , سعال مع قشع، نفث دم، تعقف الأصابع، نحول في الأطراف واستدقاق الأنف وغؤور العيون والشحوب. وتكلم عن الطبيعة المُعدية لمرض السل، وتكلم عن الخنزرة الجلدية عند الخنازير المصابة بالسل.
v
جالينوس (130-201 م): وصف علاج للسل بالأفيون والفواكه والتغذية الجيدة وفصد الدم.
السل في العصر الحديث:
v
عام 1679: FranciscusSylvius أول من أطلق عليه اسم التدرن Tuberculosis
v
عام 1882 : اكتشف Robert Koch روبرت كوخ عصية السل.
v
عام 1905 : العالمين Calmette و Guerin الفرنسيان قاما بتصنيع لقاح السل BCG.
v
عام 1943 اُستخدم Streptomycine في عالج السل.
روبرت كوخ:(Robert Koch)
هو طبيب وعالم بكتريا ألماني رائد، حصل على جائزة نوبل في الطب لعام 1905 ويعد هو المؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم كعلم طبي مستقل
مولده ونشأته:
ولد كوخ في 11 ديسمبر سنة 1843 في مدينة كلاوستالKlausthalالألمانية بمقاطعة سكسونيا السفلى، ونشأ كوخ في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب في جوتنجن وعمل طبيباً بالعديد من المستشفيات الألمانية وأستاذاً بجامعة برلين.
اكتشاف بكتيريا الجمرة الخبيثة:
كرس كوخ حياته للبحث العلمي، باذلاً جهودا علمية كبيرة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم ودراسة الأوبئة. ويعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة عام أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي سنة 1876 كلف كوخ ببحث وباء الجمرة الخبيثةAnthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك منتشراً في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
بدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعدادًا كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئنانًا بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
أعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، وبعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، وتم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عددًا من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، والكوليرا، والحمى التيفوئيدية.
اكتشاف بكتيريا السل:
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، الذي حير العلماء قديما لعجزهم عن معرفة أسبابه، حتى اكتشف كوخ الجرثومة المسببة للسل عام 1882 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد، كما تمكن من استخلاص مادة التيوبركلينtuberculin من جرثومة السل، وهي المادة التي تستخدم حتى اليوم في تشخيص مرض السل وتحديد ما إذا كان الشخص محصناً ضد المرض أو سبق له الإصابة به. وقد كانت أبحاث كوخ حول مرض السل تحديداً هي التي قادته إلى الحصول على جائزة نوبل. وما زال البعض يطلقون على بكتيريا السل اسم "عصيات كوخ".
دراسته للأوبئة في أفريقيا وآسيا:
في سنة 1883 قام كوخ بدراسة مرض الكوليرا بمستشفى الإسكندرية بمصر، بعد أن اجتاح ذلك الوباء مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة.
وفي منتصف سنة 1890 بدأ يجري أبحاثه حول أمراض الدم المعدية في أفريقيا كالملارياومرض النوم، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في أفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج
كما أجرى كوخ أبحاثه عن مرض الطاعون اللمفاوي في الهند واكتشف مرض الكوليرا الآسيوية.
إنشاء معهد الأمراض المعدية:
في عام 1891 قام كوخ بإنشاء معهد الأمراض المعدية ببرلين، وصار مديراً لذلك المعهد.
مدينة كلاوس تال تكرم ابنها:
اعترافا بفضل كوخر قامت مدينة كلاوس تال - مسقط رأسه - بمنحه لقب مواطن شرفي, والآن تحمل العديد من المؤسسات العلمية والمنشآت في هذه المدينة اسم كوخ، فهناك مدرسة روبرت كوخ، ومستشفى روبرت كوخ، وشارع روبرت كوخ، وجائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ وغير ذلك. وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخلى يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم.توفي روبرت كوخ في بادن بادن في 27 مايو1910.
ابن سينا:
ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم مسلم اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى في أوزبكستان من أب من مدينة بلخ في أفغانستان سنة 370هـ (980م) وتوفي في مدينة همدان في إيران سنة 427هـ (1037م). عُرف ابن سينا بألقاب كثيرة منها وأهمها: الشيخ الرئيس والوزير وسماه الغربيون بأمير الأطباء و أبو الطب الحديث. وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. وأشهر أعماله كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب.
ولد في قرية أفشنا قرب مدينة بخارى.
رحل إلي مدينة بخارى وهناك التحق ببلاط السلطان نوح بن منصور الساماني الذي أسند إليه متابعة الأعمال المالية للسلطان.
في بخاري بدأ ابن سينا رحلة تلقي العلوم. حفظ القرآن وعمره لم يتجاوز العاشرة ثم تلقى علوم الفقه والأدب والفلسفة والطب، وبقي في تلك المدينة حتى بلوغه العشرين.
عندما كان في الثامنة عشر من عمره عالج السلطان نوح بن منصور من مرض حار فيه الأطباء ففتح له السلطان مكتبته الغنية مكافأة له. ثم انتقل إلى خوارزم حيث مكث نحواً من عشر سنوات (392 - 402 هـ) ومنها إلى جرجان فإلى الري. وبعد ذلك رحل إلى همذان وبقي فيها تسع سنوات، ومن ثم دخل في خدمة علاء الدولة بأصفهان. وهكذا أمضى حياته متنقلاً حتى وفاته في همذان في شهر شعبان سنة 427 هـ (سنة 1037 م). وحينما أحس بدنو أجله اغتسل وتاب وتصدق وأعتق عبيده.
وعاش ابن سينا في خضمّ ظروف عاصفة ومليئة بالاضطرابات والتقلّبات السياسية حيث عاش فترة انحطاط الدولة العباسية في عهود الخلفاء الطائع والقادر والقائم وغيرهم وهذا ما جعل البلاد نهباً للطامعين من كل حدب وصوب فاقتطعت من البلاد مناطق كثيرة وأقيمت فيها دويلات متخاصمة ومتناحرة فيما بينها. ولم تقتصر حالة الوهن على هذه الأطراف بل وصلت إلى مركز الخلافة حيث سُيطر على الملك في بغداد وأصبح الخليفة ألعوبة بيدهم وبلغت حالة الضعف هذه ذروتها مع سقوط الدولة البويهية وقيام الدولة السلجوقية بزعامة طغرلبك.
لقد استظهر ابن سينا القرآن وألمّ بعلم النحو وهو في العاشرة من عمره. رغب ابن سينا في دراسة الطبّ فعكف على قراءة الكتب الطبية وبرز في هذا العلم في مدة قصيرة وهذا ما أكّده بقوله: "وعلمُ الطبِّ ليس من العلوم الصعبة فلا جرم أني برزت فيه في أقلّ مدة". وكان عمره في ذلك الوقت ست عشرة سنة ودرس على يد ابن سهل المسيمي وأبي المنصور الحسن بن نوح القمري.
كانت بدايات دراسته الفلسفية والمنطقية على يد عبد الله النائلي الذي كان يسمى بالمتفلسف ويبدو أنه لم يكن متعمّقاً في علمه فانصرف عنه ابن سينا بعد فترة وجيزة وبدأ يقرأ بنفسه.
عكف على دراسة اللغة ثلاث سنوات كاملة فبلغ جراء ذلك مرتبة عظيمة في اللغة وأنشأ ثلاث قصائد ضمّنها ألفاظاً غريبة من اللغة.
اشتغل الشيخ الرئيس بعلم الأرصاد ثماني سنوات وقد حاول في دراساته هذه الوقوف على ما كتب بطليموس وكتب كتاب الإنصاف في الأرصاد في وقت قياسي.
ترك ابن سينا مؤلفات متعدّدة شملت مختلف حقول المعرفة في عصره، وأهمها:
العلوم الآلية: وتشتمل على كتب المنطق وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر.
العلوم النظرية: وتشتمل على كتب العلم الكلّي والعلم الإلهي والعلم الرياضي والعلم الطبيعي.
العلوم العملية": وتشتمل على كتب الأخلاق وتدبير المنزل وتدبير المدينة والتشريع.
ولهذه العلوم الأصلية فروع وتوابع فالطب مثلاً من توابع العلم الطبيعي والموسيقى وعلم الهيئة من فروع العلم الرياضي.
كتب الرياضيات: من آثار ابن سينا الرياضية رسالة الزاوية ومختصر إقليدس ومختصر الارتماطيقي ومختصر علم الهيئة ومختصر المجسطي ورسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء.
كتب الطبيعيات وتوابعها: جمعت طبيعيات ابن سينا في الشفاء والنجاة والإشارات وما نجده في خزائن الكتب من الرسائل ليس سوى تكملة لما جاء في هذه الكتب. ومن هذه الرسائل: رسالة في إبطال أحكام النجوم ورسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد ورسالة في الفضاء ورسالة في النبات والحيوان.
كتب الطب: أشهر كتب ابن سينا الطبية كتاب القانون الذي تُرجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر.وقد اجتمعت لكتاب "القانون" مزايا التحري والاستقصاء والإحاطة والتنسيق فاشتمل على أصول الطب وفروعه من شرح للأعراض إلى وصف للعلاج وإعداد قوائم بأسماء العقاقير ومواطن الجراحات وأدواتها.
ومن كتبه الطبية أيضاً:كتاب الأدوية القلبية وكتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية وكتاب القولنج ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب ورسالة في تشريح الأعضاء ورسالة في الفصد ورسالة في الأغذية والأدوية.
ولابن سينا أراجيز طبية كثيرة منها:أرجوزة في التشريح وأرجوزة المجربات في الطب والألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت.
وألّف ابن سينا في الموسيقى أيضاً: مقالة جوامع علم الموسيقى ومقالة في الموسيقى.
أبو بكر الرازي:
251-313
هـ/865-925م
هو أبو بكر محمد بن زكريا، وقد لقب بالرازي نسبة إلى مسقط رأسه مدينة الري قرب طهران. المسمى : جالينوس العرب ، و يعد أعظم مفكرين الإسلام، ودرس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب. وكان الرازي من أعظم الأطباء المسلمين في العصور الوسطى أي في القرن 17.
حياته و نشأته:
مولده في بلدة الري، جنوب مدينة طهران الحديثة. في سنة 251 هـ / 865 م. وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة. وفي الثلاثين من عمره انتقل إلى بغداد واستقر بها، وتتلمذ في علوم الطب على يد علي بن ربن الطبري (صاحب أول موسوعة طبية عالمية "فردوس الحكمة")، والفلسفة على يد البلخي.
عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة بيمارستان الري. وقد ألف الرازي لهذا الحاكم كتابه "المنصوري في الطب" ثم "الطب الروحاني" وكلاهما متمم للآخر، فيختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. واشتهر الرازي في مدينة الري، عندما أسس عضد الدولة المستشفى العضدي جمع أشهر الأطباء على امتداد الإمبراطورية ففاق عددهم المائة طبيب، فاختار خمسين منهم ليكونوا طاقم المستشفى فكان الرازي منهم، ثمّ انتقى عشرة أطباء كرؤساء للأقسام فكان الرازي أبرزهم، وبالنظر لمؤهلاته جعله رئيساً لأطباء المستشفى، ولم يمضِ وقت طويل حتى ذاعت شهرته في طول البلاد وعرضها، وزحف طلاب العلم قاصدين بغداد لتلقي المعرفة على يديه، فأصبح حجَّة في علم الطب ومرجعاً للحالات المستعصية حتى لقب "بجالينوس العرب". وتنقّل الرازي عدة مرات بين الري وبغداد تارة لأسباب سياسية وأخرى ليشغل مناصب مرموقة في كل من هذين البلدين، ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته في مدينة الري حيث أصيب بمرض مرض الغلوكوما (أو ما يعرف بمرض الماء الأزرق)، ثم فقد بصره وتوفي في مسقط رأسه، وتأرجحت الأقوال في سنة وفاته بين سنة 313هـ /925 م، وسنة 320 هـ/ 932 م.
صفاته:
وعرف الرازي بذكائه الشديد وذاكرته العجيبة، فكان يحفظ كل ما يقرأ أو يسمع حتى اشتهر بذلك بين أقرانه وتلاميذه.
ولم يكن الرازي منصرفًا إلى العلم كلية زاهدًا في الدنيا، كما لم تجعله شهرته متهافتًا عليها مقبلا على لذاتها، وإنما كان يتسم بقدر كبير من الاعتدال، ويروي أنه قد اشتغل بالصيرفة زمنا قصيراً.
وقد اشتهر الرازي بالكرم والسخاء، وكان باراً بأصدقائه ومعارفه عطوفاً على الفقراء والمحتاجين، وبخاصة المرضى، فكان ينفق عليهم من ماله، ويجري لهم الرواتب .وكان رؤوفاً بالمرضى، مجتهداً في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه، مواظباً للنظر في غوامض صناعة الطب والكشف عن حقائقها وأسرارها، وكذلك في غيرها من العلوم بحيث أنه لم يكن له دأب ولا عناية في جل أوقاته إلا في الاجتهاد والتطلع فيما قد دونه الأفاضل من العلماء في كتبهم،
كان الرازي يزرع في نفوس تلاميذه بذور الفضيلة وحسن الأخلاق، كما اعتبر الشعوذة والمتاجرة تدنيساً للرسالة المقدسة، وكان يحثهم على معالجة المرضى الميؤوس منهم والاهتمام الزائد بهم، وأن يبثوا في مرضاهم روح الأمل وقوة الحياة.
وكان يجلس في مجلسه ودونه التلاميذ، ودونهم تلاميذهم ودونهم تلاميذ أخر، فكان يجيء الرجل فيصف ما يجد لأول من يلقاه، فإن كان عندهم علم وإلا تعداهم إلى غيرهم، فإن أصابوا وإلا تكلم الرازي في ذلك.
أمانته العلمية:
فقد كان ينسب كل شيء نقله إلى صاحبه، ومايصدر عنه يذكره تحت بند "لي" .
إطلالة على بعض آراء وأفكار الرازي:
·
عندما أراد الخليفة بناء المستشفى العضدي عهد إليه اختيار الموقع الملائم، فابتكر طريقة لاتزال محل إعجاب الأطباء، حيث عمد إلى وضع قطع من اللحم في أنحاء مختلفة من بغداد، ثم أخذ يراقب السرعة التي تنتن فيها القطع وتتبدَّل رائحتها، وبطبيعة الحال كانت أنسب الأماكن أقلها سرعة في التعفن والفساد.
·
وقال الاستكثار من قراءة كتب الحكماء، والإشراف على أسرارهم، نافع لكل حكيم.
· .
وقال الأطباء الأميون والمقلدون، والأحداث الذين لا تجربة لهم، ومن قلت عنايته وكثرت شهواته، قتّالون.
·
وقال من لم يعن بالأمور الطبيعية، والعلوم الفلسفية، والقوانين المنطقية، وعدل إلى اللذات الدنيائية، فاتهمه في علمه؛ لاسيما في صناعة الطب.
·
وقال ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبداً الصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفْس.
·
وقال ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء، فخطؤه في جنب صوابه يسير جداً.
·
وقال من تطبب عند كثيرين من الأطباء يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم.
·
وقال متى كان اقتصار الطبيب على التجارب دون القياس وقراءة الكتب خذل.
·
وقال ينبغي أن تكون حالة الطبيب معتدلة، لا مقبلاً على الدنيا كلية ولا معرضاً عن الآخرة كلية فيكون بين الرغبة والرهبة.
·
وقال ما اجتمع الأطباء عليه، وشهد عليه القياس، وعضدته التجربة، فليكن أمامك وبالضد.
ابتكاراته الطبية والعلمية :
·
الرازي هو أول من أدخل الملينات في علم الصيدلة.
·
وهو أول من اعتبر الحمى عرضاً وليست مرضاً.
·
أوَّل من ابتكر طريقة أخذ المشاهدات السريرية ومراقبة المريض وتسجيل ما يبدو عليه من أعراض، ليستنتج من ذلك أحواله وتطورات مرضه.
·
للرازي طرائق هامة في الطب التجريبي تضمَّنها كتاب الحاوي، منها مثلاً أنه كان يعطي القردة الزئبق أو مغليات بعض الحشائش أو أدوية معينة، ثم يراقب آثار تلك الأدوية عليها ويسجل مشاهداته.
·
اهتمَّ الرازي اهتماماً كبيراً بالأمراض النفسية وارتباط التأثيرات النفسية على مجمل الصحة العامة.
·
أول من خاط جروح البطن بأوتار العود.
·
له في الكيمياء اكتشافات هامة أهمها حمض الكبريت وكان يسميه زيت الزاج.
·
أول من استقطر المواد السكرية والنشوية المتخمرة واستحصل منها على الكحول.
·
اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم "الميزان الطبيعي".
·
فرق بشكل واضح بين الجدري والحصبة، وكان أول من وصف هذين المرضين وصفا دقيقا مميزاً بالعلاجات الصحيحة.
آثاره ومؤلفاته:
ترك الرازي مكتبة غنية وإنتاجاً غزيراً إذ بلغت مؤلفاته مائتين وواحدا وسبعين كتاباً، أكثرها في الطب وبعضها في الكيمياء والعلوم الطبيعية والرياضيات والمنطق والفلسفة والعلوم الدينية والفلك.
1.
كتاب الحاوي: ولعله من أكثر كتبه أهميةً، فهو موسوعة عظيمة في الطب تحتوي على مواضيع كثيرة نقلت من مؤلفين إغريقيين وهنود، إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة. وقد اهتدى علماء الغرب بنور هذا المؤلف الفريد بعد ترجمتة إلى اللغة اللاتينية لأول مرة سنة 1279 م وقد عرف الكتاب آنئذٍ باسم Continens Rasis. كما تُرجِم الحاوي ثانية إلى اللاتينية وطبع في بريشيا بإيطاليا عام 1486م، وهو بذلك يعدُّ أضخم كتاب طبع بعد اختراع المطبعة مباشرةً.
2.
كتاب المنصوري: وهو أصغر حجماً من الحاوي، إذ ألفه لصديقه أمير الريّ المنصور بن الحق. وقد نال كتاب المنصوري شهرة واسعة في الشرق والغرب، فطبع في إيطاليا لأول مرة في عام 1481م، ثم أعيد طبعه عدة مرات، وترجمت أجزاء منه إلى اللغات الفرنسية والألمانية. والكتاب يقع في عشرة مجلدات، ويعد مدخلاً إلى الطب، وقد قسمت أجزاؤه العشرة كما يلي: مدخل في الطب، شكل الأعضاء، تعريف مزاج البدن، في قوى الأغذية والأدوية، في حفظ الصحة، في الزينة، في تدبير المسافرين، في صناعة الجبر والجراحات والقروح، وفي السموم، في الأمراض الحادثة من القرن إلى القدم، وأخيراً في الحميات.
3.
الحصبة والجدري: على الرغم من صغر حجمه فإنه يعدُّ أقدم كتاب وصَف الجدري والحصبة وأفضل ما كتب في الطب الإسلامي في ذاك المجال. وقد ترجم الكتاب إلى اللاتينية سنة 1491م، ثم طبع النص العربي مع الترجمة اللاتينية في لندن عام 1766م بتحقيق يوهانس شانتغ ثم أعيد الطبع والتحقيق من قبل فاندايك في بيروت عام 1872م. كما ترجم إلى الفرنسية سنة 1862م وإلى الإنكليزية سنة 1847م، وإلى الألمانية سنة 1911م. وهذا الكتاب يعد من أكثر الكتب الطبية المكتوبة باللغة العربية ترجمة وطباعة إلى اللغات الأوربية، فقد طبع أكثر من أربعين مرة حتى بداية القرن العشرين.
4.
كتاب منافع الأغذية ودفع مضارها: وهو من كتب الرازي الشهيرة وأول موسوعة عربية في علم التغذية. طبع الكتاب وبهامشه كتاب ابن سينا في دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية أول مرة في القاهرة عام 1887م.
5.
تقاسيم العلل أو التقسيم والتشجير: وهو كتاب في العلل وأسبابها ومعالجتها ويقع في(159) فصلاً. ترجمه جيرار الكريموني إلى اللاتينية وموسى بن طبون إلى العبرية، وقد طبع بعناية معهد التراث العلمي العربي بحلب مع ترجمة إلى الفرنسية عام 1992م.
6.
المرشد أو الفصول: وهو كتاب في مزاولة الطب بعد قراءته.
7.
من لا يحضره الطبيب: عبارة عن كتاب شعبي يُسهب في وصف العلل وأعراضها وعلاجها بالأدوية والأعشاب التي يمكن أن تتوفر في كل منزل، وعُرف هذا الكتاب بـ "طب الفقراء".
8.
الحصى في الكلى والمثانة.
9.
علل المفاصل والنقرس وعرق النسا.
10.
سر الطب.
11.
المدخل إلى الطب.
12.
الطب الروحاني
13.
كتاب الشكوك والمناقضات التي في كتب جالينوس
14.
كتاب برءالساعة، ألفه للوزير أبي القاسم بن عبد اللّه
15.
مقالة في البواسير والشقاق في المقعدة،
16.
كلام في الفروق بين الأمراض
17.
كتاب صفة البيمارستان
ومن أبرز مؤلفاته في مجال الفلسفة:
1.
المدخل إلى المنطق.
2.
المدخل التعليمي.
3.
المدخل البرهاني.
4.
الانتقام والتحرير على المعتزلة.
الجوانب التي ذكرها ابن سينا وأبو بكر الرازي في حديثهما عن السل:
أولاً: فصل في المستعدين للسل:
في الهيئة والسحنة والسن والبلد :
ابن سينا:
في الهيئة والسحنة: "هؤلاء هم المجنحون الضيقو الصدور العاريو الأكتاف من اللحم وخصوصاً من خلف, المائلو الأكتاف إلى قدّام كأن للواحد منهم جناحين, والطويلو الأعناق المائلوها إلى قدّام وقد برزت حلوقهم, وإن كان بهم مع ذلك ضعف الأدمغة يقبل الفضول ولا تنضج الأغذية" .
السحنة: "والسحنات القابلة للسل بسرعة مع التجنح المذكور هي الزعر[1] البيض إلى الشقرة وأيضاً الأبدان الصلبة المتكاثفة" .
العمر: "والسنّ الذي يكثر فيه السل ما بين ثمان عشرة سنة إلى حدود ثلاثين سنة"
البلاد: "وهي في البلاد الباردة أكثر لما يعرض فيها من انفتاق العروق ونفث الدم أكثر والفصل الذي يكثر فيه ذلك الخريف‏."‏
أبو بكر الرازي:
"
الأبدان المستعدة للسل هي التي الصدر منها ضيق قليل السمك حتى ترى الكتفين منها ناشزين بارزين إلى الخلف بمنزلة الجناحين , والأبدان التي تمتلئ رؤوسها سريعاً وينحدر منها نزلات حادة إلى الرئة."
"(
لي): هؤلاء تنزل إليهم نزل فيسعلون, والسعال رديء بهم لضيق صدورهم فيكون السعال سبباً لصدع عروق الرئة, وإذا نزلت بعد ذلك النوازل الحادة استحكم الأمر. يكفي في الاستعداد لأمراض الرئة ضيق تجويف الصدر وخاصة لنفث الدم."
"
أكثر من يقع في السل الزعر الأبيض النمش المجنحون الذين إلى الحمرة ماهه[2] السهل العيون.
رأيت المجنحون يقعون في نفث الدم سريعاً."
(
لي): أفهم المجنح فإن معناه الذي تبعد مرفقاه عن جنبيه لأن هذا شكل الجناح."
الأهوية والأبدان:" أصحاب الأبدان الصلبة والبلدان الباردة مستعدة للسل أكثر من أصحاب البلدان الحارة والأبدان اللينة, والرطوبات إذا أزمنت في الرئة والصدر تقيحت."
دراسة:
نلاحظ مما سبق تقارب وجهتي نظر الطبيبين الرازي وابن سينا في أنَّ الأشخاص ضيّقو الصدر وبارزو الأكتاف وأصحاب البشرة البيضاء هم أكثر عرضة للسل. ولكن حديثاً لم تظهر الدراسات علاقة لمرض السل بشكل وحجم الصدر فالسل مرض انتاني يرتبط حدوثه بالعدوى والبيئة وناعة جسم المضيف.
كلا الطبيبين يشيران إلى أنّ الفصول والبلدان الباردة هي الأكثر تعرضاً لنزلات الصدر والسل, وهذا أيضاً يتفق مع الطب الحديث. والرازي يشير إلى أنَّ الرطوبات تؤهب للسل وهذا أيضاً يتفق مع الطب الحديث حيث المساكن الرطبة غير المهواة جيداً وغير المعرضة للشمس هي أيضاً مناخ جيد لحدوث داء السل.
الطبيب ابن سينا حددَّ عمر الشباب بالعمر الأكثر تعرضاً للسل وهذا يتفق مع معطيات الطب الحديث حيث السل يصيب فئة الشباب أكثر في المناطق الموبوءة.
ذكر ابن سينا أنّ من كان بهم مع ذلك ضعف الأدمغة يقبل الفضول ولا تنضج الأغذية هم أكثر عرضة للسل وبذلك ربما يشير إلى أنّ ضعف المستوى الثقافي وربما الاجتماعي مع سوء التغذية يؤهب لحدوث السل وهذا أيضاً يتفق مع الطب الحديث بشكل كبير الذي يشير إلى أنَّ المجتمعات الفقيرة وسوء التغذية عامل هام في تطور العدوى السلية إلى إنتان سلي .
ثانياً: الأعراض والعلامات:
ابن سينا:
يصنف ابن سينا السل ضمن قروح الرئة بقوله "فصل في قروح الرئة والصدر ومنها السل: هذه القروح إما أن تكون في الصدر وإما أن تكون في الحجاب وإما أن تكون في الرئة وهذا القسم الأخير هو السل وإما أن تكون في القصبة."
"
علامات انتقال التقيح إلى السل فكمودة اللون وامتداد الجبين والعنق وتسخّن الأصابع كلها وحمى تزيد ليلاً وتعقف في الأظفار لذوبان اللحم تحتها وتدسّم من العينين مع ضرب من البياض والصفرة ‏. ‏ومتى لم يستنق القيح في ذات الرئة بعد أربعين يوماً فقد وقع في السلّ."
ثم يذكرعلامات السل‏:‏
1.
يظهر نفث مدة[3] بعلامة المدة السابقة
2.
وحمى دقية[4] تشتد مع الغذاء وعند الليل على الجهة التي يشتد معها حمى الدق لترطيب البدن من الغذاء على ما نذكره في موضعه‏.‏ على أنه ربما تركب مع الدق فيها حميات أخرى نائبة[5] أو ربع أو خمس.‏ وشرها الخمس.
3.
فاض العرق منهم كل وقت لأن قوتهم تضعف عن إمساك الغذاء وتدبيره‏.‏
4.
والحرارة تحلل وتسيل فإن انتفث خشكريشة لم يبق شبهة وإذا أخذ البدن في الذبول والأطراف في الانحناء والشعر في الانتثار لعدم الغذاء، .‏ وقد يكمد اللون في الابتداء من السل لكنه يحمر عند تصعد البخارات، ويتمدد العنق والجبين وخصوصاً إذا استقر، وتنتفخ أطرافهم وخصوصاً أرجلهم في آخر الأيام، والذين سبب سلهم خلط أكال فيقذفون بزاقا في طعم ماء البحر مالحاً جداً.
5.
وقد يكون النبض منهم ثابتا معتدل السرعة صغيراً وقد يعرض له ميلان إلى الجانبين ثم بعد ذلك يحصل في البطن قراقر وتنحني الشراسيف إلى فوق ويشتد العطش وتبطل الشهوة للعظام لضعف القوى الطبيعية.
6.
‏ علامة الدم المنفوث من جوهر لحم الرئة من جراحة أو قرحة أن يكون زبدياً ويكون منقطعاً لا وجع له، والمنفوث من العروق إن كان كباراً فهو من الرئة وإن كان صغاراً فهو من القصبة وكثيرا ما ينفثون جصاً ولن يقذفوا حلقاً من القصبة إلا بعد قرحة عظيمة، وفي آخره يغلظ النفث والبصاق ثم ينقطع لضعف القوة فربما ماتوا اختناقاً وربما لم يتأخر مثل هذا النفث بل وقع في الابتداء إذا كان السل من الجنس الرديء الكائن من مواد غليظة لا ينهضم‏.‏ وإذا انقطع النفث في آخر السل فربما لم يزيدوا على أربعة أيام وربما كان انقطاع النفث بسبب ضعف القوة وحينئذ ربما ضاق النفس بهم إلى أن يصير كغير المحسوس‏.‏ وكثيرا ما يشتد بهم السعال ويؤدي إلى نفث الدم المتتابع فإن عولج سعالهم بالموانع للنفث هلكوا مع خفة يصيبونها وإن تركوا يسعلون ماتوا نزفاً الموت السريع‏.‏ ومن كان به سل فظهر على كفيه حب كأنه الباقلى مات بعد اثنين وخمسين يوما‏.‏ علامة الدم المنفوث من جوهر لحم الرئة من جراحة أو قرحة أن يكون زبدياً ويكون منقطعاً لا وجع له
7.
وأما قروح الرئة فقد اختلفت الأطباء في أنها تبرأ أو لا تبرأ فقال قوم‏:‏ إنها لا تبرأ البتة لأن الالتحام يفتقر إلى السكون ولا سكون هناك‏.‏ وجالينوس يخالفهم ويزعم أن الحركة وحدها تمنع الالتحام إن لم تنصف إليها سائر الموانع والدليل على ذلك أن الحجاب أيضا متحرك ومع ذلك فقد تبرأ قروحه‏.‏
8.
والسعال يزيد في توسع القرحة وخرقها والدغدغة الكائنة منها تزيد في الوجع والوجع يزيد في جذب المواد إلى الناحية.
9.
وقد يعرض للمسلول أن يمتد به السل ممهلا إياه برهة من الزمان وكذلك ربما امتد من الشباب إلى الكهولة وقد رأيت امرأة عاشت في السل قريبا من ثلاث وعشرين سنة أو أكثر قليلا‏.
10.
وأصحاب قروح الرئة يتضررون جداً بالخريف.
11.
وقد يطلق اسم السل على علة أخرى لا يكون معها حمى ولكن تكون الرئة قابلة لأخلاط غليظة لزجة من نوازل تنصب دائما ويضيق مجاريها فيقعون في نفس ضيق وسعال ملح يؤدي ذلك إلى إنهاك قواهم وإذابة أبدانهم وهم بالحقيقة جارون مجرى أصحاب الربو فإن كانت حرارة قليلة وجب أن يخلط علاجهم من علاج أصحاب الربو‏.
دراسة لأعراض وعلامات السل عند ابن سينا:
في البداية وضع ابن سينا تعريفاً سريرياً لمرض السل حيث عرفه بأنه قرحة رئوية إي إصابة التهابية رئوية تترافق مع قشع ذو لون كامد يستمر أكثر من أربعين يوماً تترافق مع ضعف ونحول الجسم، وهذا يتوافق سريراً مع ما هو معروف حالياً بأنّ السل يتظاهر بسعال مزمن مع فقدان الوزن ، ثم أورد الأعراض الأخرى:
سعال مستمر منتج لقشع قيحي، الحمى الليلية والمترافقة مع نحول الجسم، والنبض معتدل السرعة أي أنّ الحمى ليست شديدة، التعرق، السعال، نفث الدم حيث أنه يكون مختلف في الشدة فقد يكون خفيفاً وقد يكون شديداً يسبب الوفاة، وقد يسبب النفث الوفاة بسبب الأختناق بالدم المنفوث وكذلك يصف نحول أبدان المسلولين بشكل دقيق من نحول أبدانهم وبطونهم وأطرافهم وتساقط شعرهم ثم توزم أطرافهم قبل وفاتهم (عائد إلى سوء التغذية ونقص الألبومين الشديد).
يتكلم أيضاً عن شكل مزمن من السل الذي يستمر سنوات وهذا الشكل مثبت سريرياً في الطب الحديث.
يتكلم أيضاً عن اندفاعات جلدية تترافق مع موت المريض سريعاً ، ربما يكون هو التظاهر الجلدي للسل الدخنيCutis Miliaris.
ثم يصف أسباب الموت عند هؤلاء المرضى إما عن سوء التغذية الشديد، أو تراكم القيح والدم في الرئة والموت اختناقاً، أو النفث الدموي الغزير وربما قد يكون تكلم عن السل الدخني.
وأخيراً يتكلم عن التشخيص التفريقي للسل مع أفات صدري أخرى تسبب النحول مع وجود السعال دون حرارة ويصنفهم هو مع مرضى الربو.
أبو بكر الرازي:
يعرف السل: "السعال الطويل بعد حميات طويلة وخفيفة وذوبان فيكون السل"
ثم يصف حال المسلولين: "أصحاب السل تغور أعينهم وتحتد آنافهم وتلظى أصداغهم وتشخص منهم الكتفان والمرفقان وتتعقف منهم الأظافر، أصحاب السل يكون سعالهم منتناً"
"
وإذا كان بالإنسان سل فكان الذي يقذفه بالسعال منتناً بخر به وإذا كان شعر رأسه ينتثر فذلك من علامات الموت."
"
إذا خرج بالنفث دم زبدي فإنّ ذلك من جوهر لحم الرئة ويدل على القرحة في الرئة وإذا خرج بنفث دم مشرق أحمر ليس بزبدي فإنّ عرقاً في الرئة انصدع."
"
وإذا كانت القرحة في القصبة فإنّ العليل يحس بالوجع- ليس مثل الرئة التي لا وجع بها- ويكون ما ينفث نزاراً قليلاً, ومن السل ضرب آخر لا يكون ابتداؤه نفث دم ويكون في الندرة, وقد رأيت رجلاً سعل بغتة خلطاً رقيقاً مرارياً بين الأحمر الناصع والأصفر ولم يزل يقذف ذلك الخلط دائماً ثم أنه حمّ حمى دقية وصار به الدق[6] ثم قذف بالسعال شيئاً يسيراً من قيح وبعد أربعة أشهر قذف دماً يسيراً مع قيح وأقبل يذوب وحماه تزيد ثم نفث دماً كثيراً وخارت قواه ومات كما يموت المسلول."
ثم يتكلم عن سبب وفاة المسلول:
"
صاحب السل لا يزال يزداد هزلاً وهو حي مادام يقدر على السعال فتنقى رئتيه فينبعث، فإذا ضعف المسلول عن ذلك سدت مجاري رئتيه فاختنق ومات بهذا يكون موت المسلول من السل."
"
ومن الموت السريع : من كان به سل فظهر على كفيه حب كأنه الباقلى مات في اثنين وخمسين يوماً، من كان به سل فظهر فوق قفاه منه حبة كأنها باقلى سوداء الوجه ولم ترجع وكان مع ذلك سبات وكثرة نوم مات إلى أربعين يوماً."
دراسة لأعراض وعلامات السل عند أبو بكر الرازي:
نجد تعريف الرازي للسل متشابه مع ابن سينا حيث كلاهما سعال مع قشع يستمر فترة طويلة ويترافق مع نحول في الجسم.
أما من حيث الأعراض فنجد أن أبو بكر الرازي يوردها باختصار : سعال مع قشع، نفث دم( ليس دائماً) حيث يورد حالة بدأت بسعال مزمن لفترة طويلة ثم نفث الدم، نحول في الجسم، حمى.
قد يكون ذكر لالتهاب سحايا سلي أو حبيبوم سلي عند ذكر السبات عند مرضى السل.
ويصف كذلك طريقة الموت عند المسلول وهي متشابهة مع ابن سينا : الموت اختناقاً عندما يعجز المريض عن السعال فيتجمع الد في رئتيه، سل دخني من خلال الإشارة إلى الإصابة السليةالدخنية في الكفين، سبات (قد يكون بسبب التهاب سحايا سلي أو ورم سلي في الدماغ )
ثالثاً: معالجة مرض السل
ابن سينا
علاج نفث الدم:
المبتلي بنفث الدم كل وقت يجب أن يراعي حال امتلائه فكلما أحس فيه بامتلاء بودر بالفصد وخصوصاً إذا كان صدره في الخلقة ضيقاً أو كان السعال عليه ملحاً‏.‏
والأصوب أن يمال الدم منهم إلى ناحية السفل بفصد الصافن وبعده بفصد الباسليق وإذا درّ طمث النساء في الوقت وعلى الكفاية زال بذلك نفث الدم منهن كما قد يحدث فيهن باحتباسه ويجب أن يتحرز عن جميع الأسباب المحركة للدم مثل الأغذية المسخنة ومثل الوثبة والصيحة والضجر والجماع والنفس العالي والكلام الكثير والنظر إلى الأشياء الحمر وشرب الشراب الكثير وكثرة الاستحمام.
والأغذية الموافقة لهم كل مغرّ ومسدد وكل ملحم وكل مبرد للدم مانع من غليانه‏. ‏ومن ذلك اللبن المبطوخ لما فيه من تغرية والزبد والجبن الطري غير مملوح والفواكه القابضة وضرب من الإجاص الصغير فيه قبض وزيت الأنفاق الطري.
وأما الكائن عن نفس جرم الرئة فيجب أن يسقى صاحبه الأدوية الملحمة اليابسة كالطين والشافنج بماء لسان الحمل والخل الممزوج بالماء‏.‏ وأما علاجه عن تدبير غذائه فأن يبادر ويفصد منه الباسليق من الشق الذي يحدس أن انحلال الفرد فيه فصداً دقيقاً ويؤخذ الدم في دفعات بينها ساعات ثلاث أو نحوها مع مراعاة القوة.
وربما احتيج أن تخلط بها المخدرّات لأمرين‏:‏ أحدهما‏:‏ لتسكين الدم وترقيقه والثاني‏:‏ للتنويم وإزالة الحركة‏.‏
وزعم جالينوس أن امرأة أصابها نزف دم من النزلة فحقنتها بحقنة حادّة وخصوصاً إذا لم يمكن فصدها لأنها كانت نفثت أربعة أيام وضعفت، وغذّاها بحريرة وفاكهة فيها قبض إذ كان عهدها بالغذاء بعيداً. علاج قرحة الرئة بشكل عام
ومن الأشياء المجرّبة في قطع دم النفث مضغ البقلة الحمقاء وابتلاع مائه فربما حبس في الوقت‏.‏ ومن الفواكه السفرجل والتفاح القابضان العفصان والعناب الرطب وحب الآس والخرنوب الشامي وما يجري هذا المجرى‏.‏
وأما الكائن عن التأكّل فهو صعب العلاج عسر وكالميئوس منه فإنه لا يبرأ ولا يلتحم إلا مع زوال سوء المزاج وذلك لا يكون إلا في مدة في مثلها أما أن تصلب القرحة أو تعفن لكن ربما نفع أن لا يدع الأكّال يستحكم بنفض الخلط الحار وربما أسهل الصفراء والغليظة معاً بمثل حبّ الغاريقون‏.‏
فإن احتجت إلى فعل تقوية لذلك قوّيته واحتملت في تسكين دغدغة السعال بدواء البزور فإنه يرجى منه أن ينفع نفعاً تاماً‏.‏ وبالجملة فإن علاجهم التنقية بالاستفراغ بالفصد وغيره والأغذية الجيدة الكيموس وربما يسقى للأكال اللبان والمرّ وآذان الجداء وبزر البقلة الحمقاء وأصل الخطمي وأقراص الكوكب زيد فيه من الأفيون نصف جزء‏.‏ وأدويتهم النافعة هي ما يقع فيها الشادنة ودم الأخوين والكهرباوالسندروس والطين المختوم‏.

فصل في علاج قروح نواحي الصدر ومعالجات السلّ:
· "
وأما قروح الرئة فقد اختلفت الأطباء في أنها تبرأ أو لا تبرأ فقال قوم‏:‏ إنها لا تبرأ البتّة لأن الالتحام يفتقر إلى السكون ولا سكون هناك‏.‏
·
وجالينوس يخالفهم ويزعم أن الحركة وحدها تمنع الالتحام إن لم تنصف إليها سائر الموانع والدليل على ذلك أن الحجاب أيضاً متحرّك ومع ذلك فقد تبرأ قروحه‏.‏ وأما جالينوس نفسه فإن قوله في قروح الرئة هو أنها إن عرضت عن انحلال الفرد ليس عن ورم أو عن تأكّل من خلط أكّال بل لعلة أخرى فما دام جرحه لم يتقيّح بعد ولا تورم فإنه قابل للبُرء. وكذلك ما كان من القروح الذي يحدث فيها نفث ولم تتقيّح، وما كان عن ورم أو تأكّل لم يقبل البُرء لأن القرحة المنضجة المتقيّحة حينئذ لا يمكن أن تبرأ إلا بتنقية المدة وذلك بالسعال‏.‏ والسعال يزيد في توسّع القرحة وخرقها، والدغدغة الكائنة منها تزيد في الوجع والوجع يزيد في جذب المواد إلى الناحية والأدوية المجففة مانعة النفث والمنقّية مرطبة ملينة للقرحة والكائنة عن خلط أكّل لا تبرأ دون إصلاحه، وذلك لا يتأتى إلا في مدة يجب في مثلها إما تخرق القرحة ومصيرها ناصوراً لا تلتحم البتة وإما سعتها حتى يتأكّل جزء من الرئة، والكائنة بعد ورم فقد يجتمع فيها هذه المعاني ومن المعاون على صعوبة الالتحام الحركة وأيضاً كون العروق التي في الرئة كباراً واسعة صلاباً فإن ذلك مما يعسر التحام الفتق، وأيضاً فإن بعد المسافة بين مدخل الدواء المشروب وبين الرئة ووجوب ضعف قوته إلى أن يصل إلى القرحة من المعاون على ذلك. وما كان من الأدوية بارداً فهو بليد غير نافذ‏،‏ وما كان حاراً فهو زائد في الحمّى التي تلزم قروح الرئة، والمجفف ضار بالدقّ الذي يلزمه، والمرطب مانع من الالتحام فإن علاج القروح كلها هو التجفيف وخصوصاً مثل هذه القرحة التي تصير إليها الرطوبات من فوق ومن أسفل‏.‏
·
أما القرحة إذا كانت في قصبة الرئة فإن الدواء يسرع إليها، ويجب أن يضطجع العليل على قفاه ويمسك الدواء في فيه ويبلع ريقه قليلاً قليلاً من غير أن يرسل كثيراً دفعة فيهيج سعال ويجب أن يكون مرخياً عضل حلقه حتى ينزل إلى حلقه من غير تهييج سعال‏.‏
·
أما القروح التي في الصدر والرئة التي ذكرناها فإنها يحتاج أن يرزق فيها الأدوية الغسالة الجلاءة، ويؤمر أن يضطجع على الجانب العليل ويسعل ويهتزّ أو يهزّ هزاً رقيقاً‏.‏وربما استخرج القيح منها بعد إرسال ماء العسل في القرحة بالآلة الجاذبة للقيح فإذا نقّينا المادة ورجوت أنه لم يبق منها شيء فحينئذ تستعمل الأدوية الملحمة المدملة وليس في المنقيات الجلاءة فبمثل ذلك كالعسل فإنه منق وغذاء حبيب إلى الطبيعة لا يضر القروح‏.‏
·
وأما قرحة الرئة فإن تدبيرها أمران‏:‏ أحدها علاج حق والآخر مداراة‏.‏ أما العلاج الحقّ فإنما يمكن إذا كانت العلة قابلة للعلاج وقد وصفناها وذلك بتنقية القرحة وتجفيفها ودافع المواد عنها ومنع النوازل وإعانتها على الالتحام. ويجب أن تكون التنقية بالفصد وبأدوية تخرج الفضول المختلفة مثل القوقايا وخصوصاً مع مقل وصمغ يزاد فيه‏.‏ ويجب أن لا يلَّح عليه بتسكين السعال بموانع النفث فإن فيه خطراً عظيماً وإن أوهم خفة‏.‏
·
وأما المداراة فهي التدبير في تصليبها وتجفيفها حتى لا تفشو ولا تتسع وإن كان لا يرجى معها الالتحام والاندمال وفي ذلك إرجاء في مهلة صاحبها وإن كانت عيشته غير راضية وكان يتأذى بأدنى خطأ وهذه المجففات تقبض الرئة وتجففها وتضيق القرحة إن لم تدملها‏.‏ ومن سلك هذه السبيل فلا يجب أن يستعمل اللبن البتة‏.‏ والعسل مركب لأدوية السل ولا مضرة فيه بالقروح‏. وأما تنقية القروح فبالمنقّيات المذكورة وطبيخ الزوفا المذكور للسل في الأقراباذين‏.‏ وأقوى من ذلك لعوق الكرسنة بحب القطن المذكور في الأقراداذين‏.‏ وأقوى منه لعوق الإشقيل بلبن الأتن، وربما احتيج أن يجمع إليها الملزجات المغَرية، وربما أعينت بالمخدرات لتمنع السعال ويتمكن الدواء من فعله‏.‏
·
قد يفتقر اليبس والذبول إلى استعمال اللبن، وفي ذلك تغذية وترطيب وتعديل للخلط الفاسد وتغرية للقرحة بالجبنية وتنقية بجلاء ماء اللبن للصديد والمدة بل كثيراً ما أبرأ هذا، وأوفق الألبان لبن النساء رضعاً من الثدي ثم لبن الأتن ولبن الماعز وخصوصاً للقبض في لبن الماعز‏.‏
·
وأما أغذيتهم فالمغذيات مثل الخبز السميذ والأطريةوالجاورسية والأرز أيضاً ينقي وينبت اللحم وكشك الشعير الجيد المطبوخ مغر ومنق وصالح عند شدة الحمى، وخصوصاً السرطانات المنتوفة الأطراف الكثيرة الغسل بالماء والرماد، وخصوصاً البقول الباردة والعدس أيضاً، وما يتخذ بالنشا والخيار والبطيخ قد يسهل النفث‏.‏ وإن كانت الحمى خفيفة فلا كالكرنب والهليون والمنقّيات‏.‏ وأما السمك المالح فإنه إذا أكل مرة أو مرتين نفع في التنقية وإذا كانت القرحة خبيثة فاجتنبه وكل مالح فإن غذوتهمباللحم فليكن مثل لحوم الطياهيج والدجاج والقنابر والعصافير كلها غير مسمن‏.‏ والأجود أن يطعم شواء ليكون أشدّ تجفيفاً وإلحاماً‏.‏
دراسة لعلاجات ابن سينا:
يذكر وصفات نباتية متعددة لعلاج نفث الدم وقرزح الرئة ، وما يهمنا ذكره وهو:
×
كانت قروح الرئة ومنها السل كانت صعبة المعالجة والشفاء.
×
استخدام الأفيون في نفث الدم وهو ما يزال مستخدماً إلى وقتنا هذا في علاج نفث الدم.
×
تأكيده على عدم تهدئة السعال بشدة عند مرضى نفث الدم ومرضى القشع لكي لا يتجمعان في الصدر.
×
التأكيد على تغذية المريض بشكل جيد، حيث أحد العناصر الأساسية في المناعة ضد السل التغذية الجيدة.
علاج السل عند أبو بكر الرازي:
أصحاب القرحة في الرئة إذا أزمنت ولم تلتحم بسرعة احتاجت إلى الأدوية المجففة اللطيفة لتجفف القرحة. وأحد هذه الأدوية دواء وصفه أندروماخش وتركيبه من الأدوية اللطيفة و القابضة نحو الدار صيني والسنبل والزعفران واللبان المر ومن الأدوية المخدرة نحو البنج والأفيون.
لنفث الدم، أولاً لنفث الدم محذور استفراغه المفرط، وثانياً العلة التي نفث الدم تايع لها انفتاح عروق أم خرقها أم تآكلها، فانفتاح العروق يشد بالأدوية القابضة، وخرقها بالأدوية القابضة كطين البحيرة ونحوه.
أدوية لنفث الدم: أفيون وصمغ ونشا وقاقيا يسقى في شربة واحدة.
أقراص نافعة لنفث الدم والسل ولمن تنحدر إلى صدره نوازل ومواد رديئة، بزر القثاء مقشراً، وبزر الكتان وبزر الخشخاش، وبزر الكرفس، وبزر بانج وأفيون يعجن بنقيع الكندر ويعطى.
المسلول يحتاج ما يرطب بدنه ويحفظ على أعضائه الرطوبات الأصلية، ويمنع قلبه أن يغاب عليه المزاج اليابس لأنه يصير من به قرحة الرئة إلى دق، فاللبن موافق في ذلك جداً وهو نافع بإجماع للصدر والرئة ونواحها.
دراسة لعلاج السل عند الرازي:
يستخدم الأفيون يستخدم الرازي وفات نباتية متعددة لعلاج السل ولكن لم يذكر صعوبة الشفاء من المرض، وكذلك كما استعمله ابن سينا، ويشير إلى تغذية المريض تغذية جيدة.
الخاتمة
خلاصة القول أن الطبيبان أبو بكر الرازي وابن سينا قدما وصفاً سريرياً دقيقاً لمرض السل الرئوي من حيث أعراضه وعلاماته وأشكاله السريرية وسيره السريري وإنذاره وأسباب الوفاة عند مريض السل، كما أشارا إلى الإصابة الجلدية والعصبية في سياق السل، وقد يكونان أشارا إلى السل الدخني من خلال ظهور الإصابة الجلدية الدخنية ووفاة المريض سريعاً بعدها. أما من حيث العلاج فكلاهما ركزا على ضرورة تغذية المريض بشكل جيد، وكلاهما ركزا على استعمال اللبن في علاج المسلول، وكلاهما أشارا إلى استعمال الأفيون في السعال ونفث الدم. ذكر ابن سينا صعوبة شفاء مريض السل وربما استحالتها، مما يدل على أنَّ السل كان مرضاً مميتاً في ذلك الوقت.
أما من حيث الأسلوب فإننا نجد أسلوب ابن سينا بسيط واضح ومنسق ومرتب وأفكاره موزعة في أبواب وفصول بشكل ممتاز مما يجعل كتاب القانون من الكتب الأكاديمية في ذلك الوقت، وتتصف معلوماته بالشمولية والإحاطة والتفصيل غير الممل، فنجد عنده أدق التفاصيل عن المرض، ولكنه بالمقابل نجد غياب شخصيته وخبرته السريرية من المرضى في كتاباته، على عكس أبو بكر الرازي الذي يورد عدة أمثلة من المرضى الذين عالجهم، ويذكر أدوية من خبرته العملية، كما أن أبو بكر الرازي يذكر مصدر كل معلومة أو وصفة طبية أوردها في كتابه وذلك حرصاً على الأمانة العلمية ومصداقية المعلومات الواردة في كتابه.
B
poooooooooooooi
المراجع
1.
ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، ضبط محمد باسل عيون السود ، منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1998
2.
ابن سينا، القانون في الطب، وضع حواشيه محمد أمين الضناوي، منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1999م
3.
أبو العباس شمس الدين بن خلكان، وفيات الاعيان، تحقيق إحسان عباس، مصدر الكتاب : موقع الوراقhttp://www.alwarraq.com
3.
الزركلي، خيرالدين، كتاب الأعلام، المصدر المكتبة الإسلامية الشاملة قرص DVD.
4.
الرازي، أبو بكر، كتاب الحاوي في الطب، مطبوعات دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد في الهند عام 1957.
المواقع الإلكترونية:
http://www.asqh.org/content/3214
http://www.your-doctor.net/article.aspx?id=624
http://tuberculosis.emedtv.com/tuberculosis/tuberculosis-history-p3.html
http://www.umdnj.edu/ntbc/tbhistory.htm
http://www.emedicinehealth.com/tuberculosis/article_em.htm
http://www.buzzle.com/articles/history-of-tuberculosis.html
http://www.all4naturalhealth.com/history-of-tuberculosis.html
http://en.wikipedia.org/wiki/History_of_tuberculosis
Abstract:
Tubercolosis:
is the leading cause of death in the world from a bacterial infectious disease. The disease affects 1.8 billion people/year which is equal to one-third of the entire world population.
Mycobacterium tuberculosis is the etiologic agent of tuberculosis in humans. Humans are the only reservoir for the bacterium. Mycobacterium bovis is the etiologic agent of TB in cows and rarely in humans. Both cows and humans can serve as reservoirs. Humans can also be infected by the consumption of unpasteurized milk. This route of transmission can lead to the development of extrapulmonary TB, exemplified in history by bone infections that led to hunched backs. Other human pathogens belonging to the Mycobacterium genus include Mycobacterium avium which causes a TB-like disease especially prevalent in AIDS patients, and Mycobacterium leprae,the causative agent of leprosy.
Mycobacterium tuberculosis (MTB) was the cause of the "White Plague" of the 17th and 18th centuries in Europe. During this period nearly 100 percent of the European population was infected with MTB, and 25 percent of all adult deaths were caused by MTB.
Mycobacterium tuberculosis.Acid-fast stain.CDC.
Tuberculosis, MTB or TB (short for tubercle bacillus)
is a common and in many cases lethal infectious disease caused by various strains of mycobacteria, usually Mycobacterium tuberculosis.
Tuberculosis usually attacks the lungs but can also affect other parts of the body. It is spread through the air when people who have an active MTB infection cough, sneeze, or otherwise transmit their saliva through the air.
Most infections in humans result in an asymptomatic, latent infection, and about one in ten latent infections eventually progresses to active disease, which, if left untreated, kills more than 50% of its victims.
The classic symptoms are a chronic cough with blood-tingedsputum, fever, night sweats, and weight loss (the last giving rise to the formerly prevalent colloquial term "consumption"). Infection of other organs causes a wide range of symptoms.
Diagnosis relies on radiology (commonly chest X-rays), a tuberculin skin test, blood tests, as well as microscopic examination and microbiological culture of bodily fluids.
Treatment is difficult and requires long courses of multiple antibiotics. Social contacts are also screened and treated if necessary. Antibiotic resistance is a growing problem in (extensively) multi-drug-resistant tuberculosis. Prevention relies on screening programs and vaccination, usually with Bacillus Calmette-Guérin vaccine.
One third of the world's population is thought to be infected with M. tuberculosis, and new infections occur at a rate of about one per second. The proportion of people who become sick with tuberculosis each year is stable or falling worldwide but, because of population growth, the absolute number of new cases is still increasing. In 2007 there were an estimated 13.7 million chronic active cases, 9.3 million new cases, and 1.8 million deaths, mostly in developing countries. In addition, more people in the developed world contract tuberculosis because their immune systems are more likely to be compromised due to higher exposure to immunosuppressive drugs, substance abuse, or AIDS. The distribution of tuberculosis is not uniform across the globe; about 80% of the population in many Asian and African countries test positive in tuberculin tests, while only 5–10% of the US population test positive.
TB prevention and control takes two parallel approaches. In the first, people with TB and their contacts are identified and then treated. Identification of infections often involves testing high-risk groups for TB. In the second approach, children are vaccinated to protect them from TB. No vaccine is available that provides reliable protection for adults. However, in tropical areas where the levels of other species of mycobacteria are high, exposure to nontuberculous mycobacteria gives some protection against TB.
The World Health Organization (WHO) declared TB a global health emergency in 1993, and the Stop TB Partnership developed a Global Plan to Stop Tuberculosis that aims to save 14 million lives between 2006 and 2015. Since humans are the only host of Mycobacterium tuberculosis, eradication would be possible. This goal would be helped greatly by an effective vaccine.
History of tuberculosis:
La Miseria by Cristóbal Rojas (1886). The author, suffering from tuberculosis, depicts the social aspect of the disease, and its relation with living conditions at the close of the 19th century.
Consumption, phthisis, scrofula, Pott's disease, and the White Plague:
are all terms used to refer to tuberculosis throughout history. Although it is estimated to have existed 15,000 and 20,000 years, it is generally accepted that the microorganism originated from other, more primitive organisms of the same genus Mycobacterium. It is believed that at some point in its evolution, some species of the bacteria was able to invade animal hosts.
This possibly took place with the first species Mycobacterium bovis, which is considered by most to be the oldest of the species that make up the Mycobacterium tuberculosis complex. M. bovis eventually passed to humans at a time coinciding with the domestication of animals. Human bones from the Neolithic show a presence of the bacteria although the exact magnitude (incidence and prevalence) is not known before the 19th century. Still, it is estimated that it reached its peak (with regard to the percentage of the population affected) between the end of the 18th century and the end of the 19th century.
Distinct Names:
Phthisis:
The term phthisis first appeared in Greek literature around 460 BCE. Hippocrates identified the illness as the most common cause of illness in his time. He stated that it typically affected individuals between 18 and 35and was nearly always fatal, leading him to forbid physicians from visiting victims of the disease to protect their reputations. Although Aristotle believed that the disease might be contagious, many of his contemporaries believed it to be hereditary. Galen, the most eminent Greek physician after Hippocrates, defined phthisis as the "ulceration of the lungs, thorax or throat, accompanied by a cough, fever, and consumption of the body by pus
White Plague:
The tuberculosis epidemic in Europe, which probably started in the 17th century and which lasted two-hundred years, was known as the Great White Plague. Death by tuberculosis was considered inevitable, being the principal cause of death in 1650. The high population density as well as the poor sanitary conditions that characterized most European and North American cities created a perfect environment for the propagation of the disease.
Tuberculosis in early civilization:
The first evidence of the infection in humans was found in a cemetery near Heidelberg, in the Neolithic bone remains that show evidence of the type of angulation often seen with spinal tuberculosis. Some authors call tuberculosis the first disease known to mankind.Signs of the disease have also been found in Egyptian mummies dated between 3000 and 2400 BCE.The most convincing case was found in the mummy of priest Nesperehen, discovered by Grebart in 1881, which featured evidence of spinal tuberculosis with the characteristic psoas abscesses.
Similar features were discovered on other mummies like that of the priest Philoc and throughout the cemeteries of Thebes.
It appears likely that Akhenaten and his wife Nefertiti both died from tuberculosis, and evidence indicates that hospitals for tuberculosis existed in Egypt as early as 1500 BCE. The Ebers papyrus, an important Egyptian medical treatise from around 1550 BCE, describes a pulmonary consumption associated with the cervical lymph nodes. It recommended that it be treated with the surgical lancing of the cyst and the application of a ground mixture of acacia seyal, peas, fruits, animal blood, insect blood, honey and salt.
The Old Testament mentions a consumptive illness that would affect the Jewish people if they stray from God. It is listed in the section of curses given before they enter the land of Israel.
Classical antiquity:
Hippocrates.
The first classical text to mention the disease is Herodotus' Histories in which he relates how the generals of Xerxes abandoned the campaign against the Spartans due to a consumption.
Hippocrates, in Book 1 of his Of the Epidemics, describes the characteristics of the disease: fever, colorless urine, cough resulting in a thick sputa, and loss of thirst and appetite. He notes that most of the sufferers became delirious before they succumbed to the disease. Hippocrates and many other at the time believed phthisis to be hereditary in nature. Curiously, one prominent figure that disagreed with the hereditary nature of phthisis was Aristotle, who believed that it was in fact contagious.
Pliny the Younger wrote a letter to Priscus in which he details the symptoms of phthisis as he saw them in Fannia:
The attacks of fever stick to her, her cough grows upon her, she is in the highest degree emaciated and enfeebled.
Galen proposed a series of therapeutic treatments for the disease, including: opium as a sleeping agent and painkiller; blood letting; a diet of barley water, fish, and fruit. He also described the phyma (tumor) of the lungs, which is thought to correspond to the tubercles that form on the lung as a result of the disease.
Vitruvius noted that "cold in the windpipe, cough, plurisy, phthisis, [and] spitting blood," were common diseases in regions where the wind blew from north to northwest, and advised that walls be so built as to shelter individuals from the winds.
Aretaeus was the first person to rigorously describe the symptoms of the disease in his text De causis et signisdiuturnorummorborum:[19]
Voice hoarse; neck slightly bent, tender, not flexible, somewhat extended; fingers slender, but joints thick; of the bones alone the figure remains, for the fleshy parts are wasted; the nails of the fingers crooked, their pulps are shrivelled and flat...Nose sharp, slender; cheeks prominent and red; eyes hollow, brilliant and glittering; swollen, pale or livid in countenance; the slender parts of the jaws rest on the teeth as, as if smiling; otherwise of cadaverous aspect...
In his other book De curationediuturnorummorborum, he recommends that sufferers travel to high altitudes, travel by sea, eat a good diet and drink plenty of milk.
Europe: Middle Ages and Renaissance:
Henry IV of France touching numerous sickly individuals during the ceremony of the "royal touch".
During the Middle Ages, no significant advances were made regarding tuberculosis. Avicenna and Rhazes continued to consider to believe the disease was both contagious and difficult to treat. Arnaldus de Villa Nova described etiopathogenic theory directly related to that of Hippocrates, in which a cold humor dripped from the head into the lungs.
In the MedievalHungary many notes of the inquisition were taken while pagans were judged in trials, and one of them from the 12th century contained a very extense explanation of the illnesse's cause. The judged pagans affirmed that the turbeculosis was produces when a dog shaped demon occupied the person's body and started to eat his lungs. When the possessed person coughed, then the demon was barking, and getting close to his objective, kill the victim.
Royal Touch
With the spread of Christianity, monarchs were seen as religious figures with magical or curative powers. It was believed that Royal Touch, the touch of the sovereign of England or France, could cure diseases due to the divine right of sovereigns.[23] King Henry IV of France usually performed the rite once a week, after taking communion. So common was this practice of royal healing in France, that scrofula became known as the "mal du roi" or the "King's Evil".
Initially, the touching ceremony was an informal process. Sickly individuals could petition the court for a royal touch and the touch would be performed at the King's earliest convenience. At times, the King of France would touch afflicted subjects during his royal walkabout. The rapid spread of tuberculosis across France and England, however, necessitated a more formal and efficient touching process. By the time of Louis XIV of France, placards indicating the days and times the King would be available for royal touches were posted regularly; sums of money were doled out as charitable support. In England, the process was extremely formal and efficient. As late as 1633, the Book of Common Prayer of the Anglican Church contained a Royal Touch ceremony. The monarch (king or queen), sitting upon a canopied throne, touched the afflicted individual, and then presented that individual with a coin – usually an Angel, a gold coin the value of which varied from about 6 shillings to about 10 shillings – by pressing it against the afflicted's neck. Shakespeare's Macbeth describes the procedure quite accurately:
Strangely visited people,
All swoln and ulcerous, pitiful to the eye
The mere despair of surgery, he cures,
Hanging a golden stamp about their necks,
Put on with holy prayers: and 'tis spoken,
To the succeeding royalty he leaves
The healing benediction
Although the ceremony was of no medical value, members of the royal courts often propagandized that those receiving the Royal Touch were miraculously healed. André du Laurens, the senior physician of Henry IV, publicized findings that at least half of those that received the Royal Touch were cured within a few days. The Royal Touch remained popular into the 18th century. Parish registers from Oxfordshire, England include not only records of baptisms, marriages, and deaths, but also records of those eligible for the Royal Touch.
Contagion
Girolamo Fracastoro became the first person to propose, in his work De contagione, that phthisis was transmitted by an invisible virus. Among his assertions were that the virus could survive between two or three years on the clothes of those suffering from the disease and that it was usually transmitted through direct contact or the discharged fluids of the infected, what he called fomes. He noted that phthisis could be contracted without either direct contact or fomes, but was unsure the process by which the disease propagated across distances.
Paracelsus's tartaric process
Paracelsus advanced the belief that tuberculosis was caused by a failure of an internal organ to accomplish its alchemical duties. When this occurred in the lungs, stony precipitates would develop causing tuberculosis in what he called the tartaric process.
Seventeenth and eighteenth centuries
Franciscus Sylvius began differentiating between the various forms of tuberculosis (pulmonary, ganglion). He was the first person to recognize that the skin ulcers caused by scrofula resembled tubercles seen in phthisis, noting that "phthisis is the scrofula of the lung" in his book Opera Medica published posthumously in 1679. Around the same time, Thomas Willis concluded that all diseases of the chest must ultimately lead to consumption. Willis did not know the exact cause of the disease but he blamed it on sugar or an acidity of the blood.
Richard Morton published Phthisiologia, seuexercitationes de Phthisitribuslibriscomprehensae in 1689, in which he emphasized the tubercle as the true cause of the disease. So common was the disease at the time that Morton is quoted as saying "I cannot sufficiently admire that anyone, at least after he comes to the flower of his youth, can [sic] dye without a touch of consumption."
In 1720, Benjamin Marten proposed in A New Theory of Consumptions more Especially of Phthisis or Consumption of the Lungs that the cause of tuberculosis was some type of animacula—microscopic living beings that are able to survive in a new body (similar to the ones described by Anton van Leeuwenhoek in 1695). The theory was roundly rejected and it took another 162 years before Robert Koch demonstrated it to be true.
In 1768, Robert Whytt gave the first clinical description of tuberculosis meningitis and in 1779, PercivallPott, an English surgeon, described the vertebral lesions that carry his name. In 1761, Leopold Auenbrugger, an Austrian physician, developed the percussion method of diagnosing tuberculosis, a method rediscovered some years later in 1797 by Jean-Nicolas Corvisart of France. After finding it useful, Corvisart made it readily available to the academic community by translating it into French.
William Stark proposed that ordinary lung tubercles could eventually evolve into ulcers and cavities, believing that the different forms of tuberculosis were simply different manifestations of the same disease. Unfortunately, Stark died at the age of thirty (while studying scurvy) and his observations were discounted.
The incidence of tuberculosis grew progressively during the Middle Ages and Renaissance, displacing leprosy, peaking between the 18th and 19th century as field workers moved to the cities looking for work. When he released his study in 1808, William Woolcombe was astonished at the prevalence of tuberculosis in 18th century England. Of the 1,571 deaths in the English city of Bristol between 1790 and 1796, 683 were due to tuberculosis. Remote towns, initially isolated from the disease, slowly succumbed. The consumption deaths in the village of Holycross in Shropshire between 1750 and 1759 were one in six (1:6); ten years later, 1:3. In the metropolis of London, 1:7 died from consumption at the dawn of the 18th century, by 1750 that proportion grew to 1:5.25 and surged to 1:4.2 by the turn of the century. The Industrial Revolution coupled with poverty and squalor created the optimal environment for the propagation of the disease.
Ninteenth Century:
It was during this century that tuberculosis was dubbed the White Plague, mal de vivir, and mal du siècle. It was seen as a "romantic disease." Suffering from tuberculosis was thought to bestow upon the sufferer heightened sensitivity. The slow progress of the disease allowed for a "good death" as sufferers could arrange their affairs. The disease began to represent spiritual purity and temporal wealth, leading many young, upper-class women to purposefully pale their skin to achieve the consumptive appearance. British poet Lord Byron wrote in 1828, "I should like to die from consumption," helping to popularize the disease as the disease of artists. George Sand doted on her pthitic lover, Frédéric Chopin, calling him her "poor melancholy angel."
In France, a least five novels were published expressing the ideals of tuberculosis: Dumas's La Dame aux camélias, Murger'sScènes de la vie de Bohème, Hugo's Les Misérables, the Goncourt brothers' Madame Gervaisais and GerminieLacerteux, and Rostand's L'Aiglon. Even after medical knowledge of the disease had accumulated, the redemptive-spiritual perspective of the disease continued in literature. (More recently the 2001 film Moulin Rouge is based in part on La traviata, which itself is based on La Dame auxcamélias.)
The scientific advances:
Though removed from the cultural movement, the scientific understanding advanced considerably. By the end of the 19th century, several major breakthroughs gave hope that a cause and cure might be found.
One of the most important physicians dedicated to the study of pthisisology was René Laennec, who died from the disease at the age of 45, after contracting tuberculosis while studying contagious patients and infected bodies. Laennec invented the stethoscope which he used to corroborate his auscultatory findings and prove the correspondence between the pulmonary lesions found on the lungs of autopsied tuberculosis patients and the respiratory symptoms seen in living patients. His most important work was Traité de l’Auscultación Mediate which detailed his discoveries on the utility of pulmonary auscultation in diagnosing tuberculosis. This book was promptly translated into English by John Forbes in 1821; it represents the beginning of the modern scientific understanding of tuberculosis. Laennec was named professional chair of Hôpital Necker in September 1816 and today he is considered the greatest French clinician.
Lannaec's work put him in contact with the vanguard of the French medical establishment, including Pierre Charles Alexandre Louis. Louis would go on to use statistical methods to evaluate the different aspects of the disease's progression, the efficacy of various therapies and individuals' susceptibility, publishing an article in the Annalesd'hygiènepublique entitled "Note on the Relative Frequency of Phthisis in the Two Sexes." Another good friend and co-worker of Lannaec, Gaspard Laurent Bayle, published an article in 1810 entitled Recherchessur la PthisiePulmonaire, in which he divided pthisis into six types: tubercular phthisis, glandular phthisis, ulcerous phthisis, phthisis with melanosis, calculous phthisis, and cancerous phthisis. He based his findings on more than 900 autopsies.
In 1869, Jean Antoine Villemin demonstrated that the disease was indeed contagious, conducting an experiment in which tuberculous matter from human cadavers was injected into laboratory rabbits, who then became infected.
On 24 March 1882, Robert Koch revealed the disease was caused by an infectious agent. In 1895, Wilhelm Roentgen discovered the X-ray, which allowed physicians to diagnose and track the progression of the disease, and although an effective medical treatment would not come for another fifty years, the incidence and mortality of tuberculosis began to decline.
Robert Koch:
Robert Koch, a Prussian physician, discovered the cause of tuberculosis.
Villemin's experiments had confirmed the contagious nature of the disease and had forced the medical community to accept that tuberculosis was indeed an infectious disease, transmitted by some etiological agent of unknown origin. In 1882, a Prussian physician, Robert Koch, utilized a new staining method and applied it to the sputum of tuberculosis patients, revealing for the first time the causal agent of the disease: Mycobacterium tuberculosis, or Koch's bacillus.
When he began his investigation, Koch knew of the work of Villemin and others who had continued his experiments like Julius Conheim and Carl Salmosen. He also had access to the "pthisis ward" at the Berlin Charité Hospital. Before he confronted the problem of tuberculosis, he worked with the disease caused by anthrax and had discovered the causal agent to be Bacillus anthracis. During this investigation he became friends with Ferdinand Cohn, the director of the Institute of Vegetable Physiology. Together they worked to develop methods of culturing tissue samples. 18 August 1881, while staining tuberculous material with methylene blue, he noticed oblong structures, though he was not able to ascertain whether it was just a result of the coloring. To improve the contrast, he decide to add Bismarck Brown, after which the oblong structures were rendered bright and transparent. He improved the technique by varying the concentration of alkali in the staining solution until the ideal viewing conditions for the bacilli was achieved.
After numerous attempts he was able to incubate the bacteria in coagulated blood serum at 37 degrees Celsius. He then inoculated laboratory rabbits with the bacteria and observed that they died while exhibiting symptoms of tuberculosis, proving that the bacillus, which he named tuberculosis bacillus, was in fact the cause of tuberculosis.
He made his result public at the Physiological Society of Berlin on 24 March 1882, in a famous lecture entitled ÜberTuberculose, which was published three weeks later. Since 1982, 24 March has been known as World Tuberculosis Day.
On 20 April 1882, Koch presented an article entitled Die Ätiologie der Tuberculose in which he demonstrated that Mycobacterium was the single cause of tuberculosis in all of its forms.
In 1890 Koch developed tuberculin, a purified protein derivative of the bacteria. It proved to be an ineffective means of immunization but in 1908, Charles Mantoux found it was an effective intradermic test for diagnosing tuberculosis.
If the importance of a disease for mankind is measured from the number of fatalities which are due to it, then tuberculosis must be considered much more important than those most feared infectious diseases, plague, cholera, and the like. Statistics have shown that 1/7 of all humans die of tuberculosis.
Sanatorium movement:
The advancement of scientific understanding of tuberculosis, and its contagious nature created the need for institutions to house sufferers.
The first proposal for a tuberculosis facility was made in paper by George Bodington entitled An essay on the treatment and cure of pulmonary consumption, on principles natural, rational and successful in 1840.
In this paper, he proposed a dietary, rest, and medical care program for a hospital he planned to found in Maney. Attacks from numerous medical experts, especially articles in The Lancet, disheartened Bodington and he turned to plans for housing the insane.
Around the same time in the United States, in late October and early November 1842, Dr. John Croghan, the owner of Mammoth Cave, brought 15 tuberculosis sufferers into the cave in the hope of curing the disease with the constant temperature and purity of the cave air. Patients were lodged in stone huts, and each was supplied with a black servant to bring meals. One patient, A. H. P. Anderson, wrote glowing reviews of the cave experience:
Some of the invalids eat at their pavillions while others in better health attend regularly the table d'hote which is very good indeed, having a considerable variety and being almost daily (I've noted but 2-3 omissions) graced with a saddle of venison or other game.
A. H. P. Anderson
By late January, early February 1843, two patients were dead and the rest had left. Departing patients died anywhere from three days to three weeks after resurfacing; John Croghan died of tuberculosis at his Louisville residence in 1849.
Hermann Brehmer, a German physician, was convinced that tuberculosis arose from the difficulty of the heart to correctly irrigate the lungs. He therefore proposed that regions well above sea level, where the atmospheric pressure was less, would help the heart function more effectively. With the encouragement of explorer Alexander von Humboldt and his teacher J. L. Schönlein, the first anti-tuberculosis sanatorium was established in 1854, 650 meters above sea level, at Görbersdorf..
Brehmer and one of his patients, Peter Dettweiler, became proponents for the sanatorium movement, and by 1877, sanatoriums began to spread beyond Germany and throughout Europe. In 1885, Edward L. Trudeau founded Adirondack Cottage Sanitarium, the first tuberculosis sanatorium in the United States, at Saranac Lake, New York. Peter Dettweiler went on to found his own sanatorium at Falkenstein in 1877 and in 1886 published findings claiming that 132 of his 1022 patients had been completely cured after staying at his institution. Eventually, sanatoriums began to appear near large cities and at low altitudes, like the Sharon Sanatorium in 1890 near Boston.
Sanatoriums were not the only treatment facilities. Specialized tuberculosis clinics began to develop in major metropolitan areas.
Sir Robert Philip established the Royal Victoria Dispensary for Consumption in Edinburgh in 1887. Dispensaries acted as special sanatoriums for early tuberculosis cases and were opened to lower income individuals. The use of dispensaries to treat middle and lower-class individuals in major metropolitan areas and the coordination between various levels of health services programs like hospitals, sanatoriums, and tuberculosis colonies became known as the "Edinburgh Anti-tuberculosis Scheme."
Twentieth century
Containment
At the beginning of the 20th century, tuberculosis was one of the UK’s most urgent health problems. A royal commission, entitled The Royal Commission Appointed to Inquire into the Relations of Human and Animal Tuberculosis, was set up in 1901. Its remit was to find out whether tuberculosis in animals and humans was the same disease, and whether animals and humans could infect each other. By 1919, the Commission had evolved into the UK's Medical Research Council.
In 1902, the International Conference on Tuberculosis convened in Berlin. Among various other acts, the conference proposed the Cross of Lorraine be the international symbol of the fight against tuberculosis. National campaigns spread across Europe and the United States to tamp down on the continued prevalence of tuberculosis.
After the establishment in the 1880s that the disease was contagious, TB was made a notifiable disease in Britain; there were campaigns to stop spitting in public places, and the infected poor were pressured to enter sanatoria that resembled prisons; the sanatoria for the middle and upper classes offered excellent care and constant medical attention.
Whatever the purported benefits of the fresh air and labor in the sanatoria, even under the best conditions, 50 % of those who entered were dead within five years (1916).
The promotion of Christmas Seals began in Denmark during 1904 as a way to raise money for tuberculosis programs. It expanded to the United States and Canada in 1907–1908 to help the National Tuberculosis Association (later called the American Lung Association).
In the United States, concern about the spread of tuberculosis played a role in the movement to prohibit public spitting except into spittoons.
Vaccines:
The first genuine success in immunizing against tuberculosis was developed from attenuated bovine-strain tuberculosis by Albert Calmette and Camille Guérin in 1906. It was called "BCG" (BacilleCalmette-Guérin). The BCG vaccine was first used on humans in 1921 in France, but it was not until after World War II that BCG received widespread acceptance in the United States, Great Britain, and Germany.
Treatments:
As the century progressed, some surgical interventions, including the pneumothorax or plombage technique—collapsing an infected lung to "rest" it and allow the lesions to heal—were used to treat tuberculosis. Pneumothorax was not a new technique by any means. In 1696, Giorgio Baglivi reported a general improvement in tuberculosis sufferers after they received sword wounds to the chest. F.H. Ramage induced the first successful therapeutic pneumothorax in 1834, and reported subsequently the patient was cured. It was in the 20th century, however, that scientists sought to rigorously investigate the effectiveness of such procedures. In 1939, the British Journal of Tuberculosis published a study by OliHjaltested and KjeldTörning on 191 patients undergoing the procedure between 1925 and 1931; in 1951, Roger Mitchell published several articles on the therapeutic outcomes of 557 patients treated between 1930 and 1939 at Trudeau Sanatorium in Saranac Lake. The search for a medicinal cure, however, continued in earnest.
In 1944 Albert Schatz, Elizabeth Bugie, and Selman Waksman isolated Streptomyces griseus or streptomycin, the first antibiotic and first bacterial agent effective against M. tuberculosis. This discovery is generally considered the beginning of the modern era of tuberculosis, although the true revolution began some years later, in 1952, with the development of Isoniazid, the first oral mycobactericidal drug. The advent of Rifampin in the 1970s hastened recovery times, and significantly reduced the number of tuberculosis cases until the 1980s.
Tuberculosis resurgence:
Hopes that the disease could be completely eliminated were dashed in the 1980s with the rise of drug-resistant strains. Tuberculosis cases in Britain, numbering around 117,000 in 1913, had fallen to around 5,000 in 1987, but cases rose again, reaching 6,300 in 2000 and 7,600 cases in 2005. Due to the elimination of public health facilities in New York and the emergence of HIV, there was a resurgence of TB in the late 1980s. The number of patients failing to complete their course of drugs is high. New York had to cope with more than 20,000 TB patients with multidrug-resistant strains (resistant to, at least, both Rifampin and Isoniazid).
In response to the resurgence of tuberculosis, the World Health Organization issued a declaration of a global health emergency in 1993. Every year, nearly half a million new cases of multidrug-resistant tuberculosis (MDR-TB) are estimated to occur worldwide.
References
I. Mario C. Raviglione, Richard J. HARRISON’S PRINCIPLES OF Internal Medicine, Chapter 158. Tuberculosis 2008;1233-5.
II. http://tuberculosis.emedtv.com/Tuberculosis History.html.
III. http://tbandu.freehostia.com/History of tuberculosis from ancient times to the modern era.html
IV. http://en.wikipedia.org/ History of tuberculosis.html
V. Kinnier Wilson, Diseases of Babylon: an examination of selected texts, JOURNAL OF THE ROYAL SOCIETY OF MEDICINE 1996;89:135-140.
VI. Herzog, Basel, History of Tuberculosis, Respiration 1998;65:5–15.
VII. http://en.wikipedia.org/wikimedia/
أبوبكر الرازي.html
* Chairman, History of Medicine Department, Institute for the History of Arabic Science, Aleppo University, Aleppo-Syria
The President of ISHIM (www.ishim.net)
P.O. Box: 7581, Aleppo, Syria
e-mail: ankaadan@gmail.com
Phone 963 944 300030, Fax 963 21 2236526
** Master stage student, Institute for the History of Arabic Science, Aleppo University
*
أستاذ ورئيس قسم تاريخ الطب - معهد التراث العلمي العربي – جامعة حلب. دكتوراه في تاريخ الطب العربي الإسلامي – طبيب اختصاصي في جراحة العظام.
هاتف 300030 944 963 ،
بريد إلكتروني: ankaadan@gmail.com
**
طالب ماجستير في معهد التراث العلمي العربي – جامعة حلب.
1-
الزعر قلة الشعر ( مختار الصحاح)
2-
ماهه : على الأغلب مائه أي بوله
[3]
المدة تعني القيح
[4]
حمى الدق: حمى تترافق مع ضعف وذبول في الجسم
[5]
حمى نائبة تحدث كل يوم
[6]
حمى دقية والدق يعني الحمى مع نحول الجسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق