الاثنين، 9 أغسطس 2021

نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا ؟ + الترتيل في القراءة

 

نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا ؟

وقول الله { سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله } حدثنا الربيع بن يحيى ثنا زائدة ثنا هشام عن عروة عن عائشة قالت: [ لقد سمع النبي رجلا يقرأ في المسجد فقال: رحمه الله لقد أذكرنى أية كذا وكذا من سورة كذا ] انفرد به وحدثنا محمد بن عبيد ابن ميمون ثنا عيسى بن يونس عن هشام وقال: [ أسقطتهن من سورة كذا وكذا ] انفرد به أيضا تابعه على بن مسهر وعبدة عن هشام وقد أسندهما البخاري في موضع آخر ومسلم معه في عبدة حدثنا أحمد بن أبى رجاء ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: [ سمع رسول الله رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا أية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا ] ورواه مسلم من حديث أبى أسامة حماد بن أسامة

( الحديث الثاني ) حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن أبى وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله : [ بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت كيت وكيت بل هو نسى ] ورواه مسلم والنسائي من حديث منصور به وقد تقدم وفى مسند أبى يعلى إنما هو نسى بالتخفيف هذا لفظه وفى هذا الحديث والذي قبله دليل على أن حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص وفى حديث ابن مسعود أدب في التعبير عن حصول ذلك فلا يقول نسيت كذا فإن النسيان ليس من فعل العبد وقد تصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضى إلى ذلك فأما النسيان نفسه فليس بفعله ولهذا قال بل هو نسى مبنى لما لم يسم فاعله وأدب أيضا في ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى وقد أسند النسيان إلى العبد في قوله تعالى: { واذكر ربك إذا نسيت } وهو - والله أعلم - من باب المجاز الشائع بذكر المسبب وإرادة السبب لان النسيان عن سبب قد يكون ذنبا كما تقدم عن الضحاك بن مزاحم فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عن القلب كما يذهب عند النداء بالأذان والحسنة تذهب السيئة فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل الذكر للشىء بسبب ذكر الله تعالى والله أعلم

  من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا      

حدثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبى ثنا الأعمش حدثني ابراهيم عن علقمة وعبدالرحمن بن يزيد عن أبى مسعود الأنصارى قال: قال رسول الله : [ الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه ]

وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة من حديث عبدالرحمن بن يزيد وصاحبا الصحيح والنسائي وابن ماجة من حديث علقمة كلاهما عن أبى مسعود عتبة ابن عمرو الأنصارى البدرى

( الحديث الثاني ) - ما رواه من حديث الزهري عن عروة عن المسور وعبد الرحمن بن عبد القارى كلاهما عن عمر قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان وذكرالحديث بطوله كما تقدم وكما سيأتي

( الحديث الثالث ) - ما رواه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة سمع رسول الله قارئا يقرأ من الليل في المسجد فقال: رحمه الله أذكرنى كذا وكذا آية كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا وهكذا في الصحيحين عن ابن مسعود أنه كان يرمى الجمرة من الوادى ويقول: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة وكره بعض السلف ذلك ولم يروا أن يقال إلا السورة التى يذكر فيها كذا وكذا كما جاء وتقدم من رواية يزيد الفارسى عن ابن عباس عن عثمان أنه قال: [ إذا نزل من القرآن شىء يقول رسول الله : اجعلوا هذا في السورة التى يذكر فيها كذا وكذا ] ولاشك أن هذا أحوط وأولى ولكن قد صحت أحاديث بالرخصة في الآخر وعليه عمل الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم وبالله التوفيق

الترتيل في القراءة

وقوله عزوجل { ورتل القرآن ترتيلا } وقوله { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث } وما يكره أن يهذ كهذ الشر ( يفرق فيها ) يفصل قال ابن عباس ( فرقناه ) فصلناه حدثنا أبو النعمان ثنا مهدى بن ميمون ثنا واصل عن أبى وائل عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله فقال رجل: قرأت المفصل البارحة فقال: هذا كهذ الشعر ؟ إنا قد سمعنا القراءة وإنى لأحفظ القرناء اللاتى كان يقرأ بهن النبي ثمانى عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن مهدى بن ميمون عن واصل وهو ابن حبان الأحدب عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به وقال الإمام أحمد: ثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن زياد بن نعيم عن مسلم بن مخراق عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسا يقرءون القرآن في الليل مرة أو مرتين فقالت: أولئك قرأوا ولم يقرأوا كنت أقوم مع النبي ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه

( الحديث الثانى ) - ثنا قتيبة ثنا جرير عن موسى بن أبى عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به } [ كان رسول الله إذا نزل جبريل بالوحي كان يحرك به لسانه أو شفتيه فيشتد عليه ] وذكر تمام الحديث كما سيأتي وهو متفق عليه وفيه وفى الذي قبله دليل على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غير هذرمة ولا بسرعة مفرطة بل بتأمل وتفكر قال الله تعالى { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } وقال الإمام أحمد: ثنا عبدالرحمن عن سفيإن عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: [ يقال لصاحب القرآن: اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخرآية تقرؤها ]

وقال أبو عبيد: ثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله فكأنه عجل فقال عبد الل ه: فداك أبى وأمى رتل فإنه زين القرآن قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن

وحدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن أيوب عن أبى حمزة قال قلت لابن عباس: إنى سريع القراءة وإنى أقرأ القرآن في ثلاث فقال: لأن اقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول وحدثنا حجاج عن شعبة وحماد بن سلمة عن أبى حمزة عن ابن عباس نحو ذلك إلا أن في حديث حماد أحب إلى من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة

ثم قال البخاري: مد القراءة

حدثنا مسلم بن ابراهيم ثنا جرير بن حازم الأزدى ثنا قتادة: [ سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي فقال: كان يمد مدا ]

وهكذا رواه أهل السنن من حديث جرير بن حازم به حدثنا عمرو بن عاصم ثنا همام عن قتادة قال: [ سئل أنس بن مالك: كيف كان قراءة النبي ؟ فقال: كانت مدا ثم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } يمد ببسم الله ويمد الرحمان ويمد الرحيم ] انفرد به البخاري من هذا الوجه وفى معناه الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد ثنا أحمد بن عثمان عن عبد الله بن المبارك عن الليث بن سعد عن ابن أبى مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة أنها نعتت قراءة رسول الله مفسرة حرفا حرفا وهكذا رواه الإمام أحمد بن حنبل عن يحيى بن إسحق وأبو داود بن يزيد بن خالد الرملى والترمذي والنسائي كلاهما عن قتيب ة كلهم عن الليث بن سعد به وقال الترمذي: حسن صحيح ثم قال أبو عبيد: وحدثنا يحيى بن سعيد الأموى عن ابن جريج عن ابن ابى مليكة عن أم سلمة قالت: [ كان رسول الله يقطع قراءته { بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } ] وهكذا رواه أبو داود من حديث ابن جريج وقال الترمذي: غريب وليس إسناده بمتصل يعنى أن عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة لم يسمعه من أم سلمة انما رواه عن يعلى بن مملك كما تقدم والله تعالى أعلم

الترجيع

حدثنا آدم بن أبى إياس حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال [ رأيت النبي وهويقرأ سورة الفتح على ناقته أو جمله ويسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع ] وقد تقدم هذا الحديث في القراءة على الدابة وأنه من المتفق عليه وفيه أن ذلك كان يوم الفتح وأما الترجيع فهو الترديد في الصوت كما جاء أيضا في البخاري أنه جعل يقول: وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تحته فدل على جواز التلاوة عليه وإن أفضى إلى ذلك ولا يكون ذلك من باب الزيادة في الحروف بل ذلك مغتفرللحاجة كما يصلى على الدابة حيث توجهت به مع إمكان تأخير ذلك والصلاة إلى القبلة والله أعلم

حسن الصوت بالقراءة

حدثنا محمد بن خلف أبو بكر حدثنا ( أبويحيى ) الحمانى ثنا بريد بن عبد الله بن أبى بردة عن جده أبى بردة عن أبى موسى أن رسول الله قال: [ يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ]

وهكذا رواه الترمذي عن موسى بن عبدالرحمن الكندى عن أبى يحيى الحمانى واسمه عبدالحميد بن عبد الرحمن وقال: حسن صحيح - وقد رواه مسلم من حديث طلحة بن يحيى بن طلحة عن أبى بردة عن موسى وفيه قصة وقد تقدم الكلام على تحسين الصوت عند قول البخاري: من لم يتغن بالقرآن وذكرت هناك أحكاما أغنى عن إعادتها ههنا والله تعالى أعلم

من أحب أن يسمع القراءة من غيره

حدثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبى ثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: [ قال لى النبي : اقرأ على القرآن قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: ( إنى أحب أن أسمعه من غيرى ] وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجة من طريق الأعمش وله طرق يطول بسطها وقد تقدم فيما رواه مسلم من حديث طلحة عن يحيى بن طلحة عن أبى بردة عن أبى موسى أن رسول الله قال له: [ يا أبا موسى لو رأيتنى وأنا أستمع لقراءتك البارحة ] فقال: أما والله لوأعلم أنك تستمع قراءتى لحبرتها لك تحبيرا

وقال الزهري عن أبى سلمة: كان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى فيقرأ عنده وقال أبوعثمان النهدى: كان أبو موسى يصلى بنا فلو قلت أنى لم أسمع صوت صنج قط ولا بربط قط ولا شيئا قط أحسن من صوته

قول المقرىء للقارىء حسبك

حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: [ قال لى رسول الله : اقرأ على فقلت: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: نعم فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال: حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ]

أخرجه الجماعة إلا ابن ماجة من رواية الأعمش به ووجه الدلالة ظاهر وكذا الحديث الاخر [ اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم عليه فإذا اختلفتم فقوموا ]

في كم يقرأ القرآن

وقول الله تعالى { فاقرؤوا ما تيسر منه } حدثنا علي حدثنا سفيان قال قال لى ابن شبرمة نظرت كم يكفى الرجل من القرآن ؟ فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات فقلت لا عن ابراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد أخبره علقمة عن أبى مسعود فلقيته وهو يطوف بالبيت فذكر النبي أن: [ من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ] وقد تقدم أن هذا الحديث متفق عليه وقد جمع البخاري فيما بين عبدالرحمن بن يزيد وعلقمة عن ابن مسعود وهو صحيح لأن عبد الرحمن سمعه أولا من علقمة ثم لقى أبا مسعود وهو يطوف فسمعه منه وعلى هذا هو ابن المدينى وشيخه سفيان ابن عيينة وما قاله عبد الله قاضي الكوفة وفقيه الكوفة في زمانه استنباط حسن

وقد جاء في حديث في السنن [ لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وثلاث آيات ] ولكن هذا الحديث - أعنى حديث أبى مسعود - أصح وأشهر وأخص ولكن وجه مناسبته للترجمة التى ذكرها البخاري فيه نظر والله أعلم والحديث الثانى أظهر في المناسبة وهو قوله: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو قال: [ أنكحنى أبى امرأة ذات حسب فكان يتعاهدها كبنته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشاولم يفتش لنا كنفا منذ اتيناه فلما طال ذلك عليه ذكرللنبى فقال: القنى به فلقيته بعد فقال: كيف تصوم ؟ قال: كل يوم قال: كيف تختم ؟ قال: كل ليلة قال: صم كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر قال: قلت: انى أطيق أكثر من ذلك قال: صم ثلاثة أيام في الجمعة قلت: أطيق أكثر من ذلك قال: أفطر يومين وصم يوما قلت: أطيق أكثر من ذلك قال: صم أفضل الصوم صوم داود: صيام يوم وإفطار يوم واقرأ في كل سبع ليال مرة فليتنى قبلت رخصة رسول الله وذلك أنى كبرت وضعفت فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرأ يعرضه بالنهار ليكون أخف عليه بالليل وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النبي ] وقال بعضهم: في ثلاث وفى خمس وأكثرهم على سبع

وقد رواه في الصوم والنسائي أيضا عن بندار عن غندر عن شعبة عن مغيرة والنسائي من حديث حصين كلاهما عن مجاهد به

ثم روى البخاري ومسلم وأبو داود من حديث يحيى بن أبى كثير عن محمد بن عبدالرحمن مولى بنى زهرة عن أبى سلمة قال: وأحسبنى سمعت أنا من أبى سلمة عن عبد الله ابن عمرو قال: قال النبي : [ اقرأ القرآن في شهر قلت: إنى أجد قوة قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك ] فهذا السياق ظاهره يقتضى المنع من قراءة القرآن في أقل من سبع وهكذا الحديث الذي رواه أبو عبيد: ثنا حجاج وعمر بن طارق ويحيى بن بكير كلهم عن ابن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن قيس بن أبى صعصعة أنه قال للنبى [ يا رسول الله في كم اقرأ القرآن ؟ قال: في كل خمس عشرة قال: إنى أجدني أقوى من ذلك قال: ففي كل جمعة ]

وحدثنا حجاج عن شعبة عن محمد بن ذكوان رجل من أهل الكوفة قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يقول: كان عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة وعن حجاج عن شعبة عن أيوب سمعت أبا قلابة عن أبى المهلب قال: كان أبي بن كعب يختم القرآن في كل ثمان وكان تميم الدارى يختمه في كل سبع وحدثنا هشيم عن الأعمش عن ابراهيم قال: كان الأسود يختم القرآن في كل ست وكان علقمة يختمه في كل خمس فلو تركنا ومجرد هذا لكان الأمرفى ذلك جليا ولكن دلت أحاديث أخر على جواز قراءته فيما دون ذلك كما رواه الإمام أحمد في مسنده: حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثنا حبان بن واسع عن أبيه عن سعد بن المنذر الأنصارى أنه قال: [ يا رسول الله اقرأ القرآن في ثلاث ؟ قال: نعم قال: فكان يقرؤه حتى توفى ] وهذا إسناد جيد قوى حسن فإن حسن بن موسى الأشيب ثقة متفق على جلالته روى له الجماعة وابن لهيعة إنما يخشى من تدليسه أوسوء حفظه وقد صرح ههنا بالسماع وهو من أئمة العلماء بالديار المصرية في زمانه وشيخه حبان بن واسع بن حبان وأبوه كلاهما من رجال مسلم والصحابى لم يخرج له أحد من أهل الكتب الستة وهذا على شرط كثير منهم والله أعلم

وقد رواه أبو عبيد رحمه الله عن ابن بكير عن ابن لهيعة عن حبان واسع عن أبيه عن سعد بن المنذرالأنصارى أنه قال: يا رسول الله [ أقرأ في ثلاث ؟ قال: نعم إن استطعت قال: فكان يقرؤه كذلك حتى توفى ]

( حديث آخر ) قال أبو عبيد: ثنا يزيد عن همام عن قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله [ لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث ] وهكذا أخرجه أحمد وأصحاب السنن الأربعة من حديث قتادة به وقال الترمذي: حسن صحيح

( حديث آخر ) قال أبو عبيد: ثنا يوسف بن العرق عن الطيب ابن سليمان قال: حدثتنا عمرة بنت عبدالرحمن أنها سمعت عائشة تقول: [ كان رسول الله لايختم القرآن في أقل من ثلاث ] هذا حديث غريب جدا وفيه ضعف فإن الطيب بن سليمان هذا بصرى ضعفه الدارقطنى وليس هو بذاك المشهور والله أعلم

وقد كره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث كماهو مذهب أبى عبيد وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الخلف أيضا

قال أبوعبيد: ثنا يزيد عن هشام بن حسان عن حفصة بن أبى العالية عن معاذ بن جبل أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث صحيح

وحدثنا يزيد عن سفيان عن على بن بذيمة عن أبى عبيدة قال عبد الله: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز وحدثنا حجاج عن شعبة عن على بن بذيمة عن أبى عبيدة عن عبدال له مثله وحدثنا حجاج عن شعبة عن محمد بن ذكوان عن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنه كان يقرأ القرآن في رمضان في ثلاث إسناد صحيح

فصل

وقد ترخص جماعات من السلف في تلاوة القرآن في أقل من ذلك منهم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قال أبو عبيد رحمه الله: حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني ابن خصيفة عن السائب بن يزيد أن رجلا سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمى عن صلاة طلحة بن عبيد الله فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان رضي الله عنه فقال: نعم قال: قلت لأغلبن الليلة على الحجرفقمت فلما قمت إذا أنا برجل مقنع يزحمنى فنظرت فإذا عثمان بن عفان رضي الله عنه فتأخرت عنه فصلى فإذا هو يسجد سجود القرآن حتى إذا قلت: هذه هوادى الفجرأوتر بركعة لم يصل غيرها وهذا إسناد صحيح

ثم قال: ثنا هشيم أنا منصور عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حين دخلوا على عثمان ليقتلوه: إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيى الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن وهذا حسن

وقال أيضا: حدثنا أبو معاوية عاصم بن سليمان عن ابن سيرين أن تميما الدارى قرأ القرآن في ركعة حدثنا حجاج عن شعبة عن حماد عن سعيد بن جبير أنه قال: قرأت القرآن في ركعة حدثنا حجاج عن شعبة عن حماد عن سعيد بن جبير أنه قال: قرأت القرآن في ركعة في البيت يعنى الكعبة

وحدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة أنه قرأ القرآن في ليلة طاف بالبيت أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بالمئين ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بالمثانى ثم طاف بالبيت أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن وهذه كلها أسانيد صحيحة

ومن أغرب ما ههنا ما رواه أبو عبيد رحمه الله حدثنا سعيد بن غفير عن بكر عن مضر أن سليم بن عترالتجيبى كان يقرأ القرآن في ليلة ثلاث مرات ويجامع ثلاث مرات قال: فلما مات قالت امرأته: رحمك الله إن كنت لترضي ربك وترضي أهلك قالوا: وكيف ذلك ؟ قالت: كان يقوم من الليل فيختم بالقرآن ثم يلم بأهله ثم يغتسل ويعود فيقرأ حتى يختم ثم يلم بأهله ثم يغتسل ويعود فيقرأحتى يختم ثم يلم بأهله ثم يغتسل ويخرج إلى صلاة الصبح

( قلت ): كان سليم بن عتر تابعيا جليلا ثقة نبيلا وكان قاضيا بمصر أيام معاوية وقاصها قال أبو حاتم: روى عن أبى الدرداء وعنه ابن زحر ثم قال: حدثني محمد بن عون عن أبى صالح كاتب الليث حدثني حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة قال: كان سليم بن عتر من خير التابعين وذكره ابن يونس في تاريخ مصر - وقد روى ابن أبى داود عن مجاهد أنه كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال: كان على الأزدى يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبى يحتبى فما يحل حبوته حتى يختم القرآن

قلت: وروى عن منصور بن زاذان أنه كان يختم فيما بين الظهر والعصر ويختم أخرى فيما بين المغرب والعشاء وكانوا يؤخرونها قليلا وعن الإمام الشافعى رحمه الله أنه كان يختم في اليوم والليلة من شهررمضان ختمتين وفى غيره ختمة وعن أبى عبد الله البخاري صاحب الصحيح أنه كان يختم في الليلة ويومها من رمضان ختمة

ومن غريب هذا وبديعه ما ذكره الشيخ أبو عبدالرحمن السلمى الصوفى قال سمعت الشيخ أبا عثمان المغربى يقول: كان ابن الكاتب يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا نادر جدا فهذا وأمثاله من الصحيح عن السلف محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تقدم أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة والله سبحانه وتعالى أعلم

قال الشيخ أبو زكريا النووي في كتابه البيان بعد ذكر طرف مما تقدم والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم وغيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له وإن لم يكن من هؤلاء فليستكثر ما أمكنه من غيرخروج إلى حد الملل والهذرمة ثم قال البخاري رحمه الله:

البكاء عند قراءة القرآن

 

هناك تعليق واحد:

  1. Coin Casino 2021 🎖️ $20 No Deposit Bonus + 200 Free Spins
    The casino offers a wide selection 코인카지노 가입코드 of casino games. This online casino has a variety of slots and table games that you can choose from. You can  Rating: 3.4 · ‎Review by CasinoWow

    ردحذف